سعت الجزائر على مدى عقود و بمختلف السبل لفرض هيمنتها بمنطقة شمال افريقيا، وفقا لما كتبه مركز التفكير الكولومبي المتخصص في التحليلات الاستراتيجية بأمريكا اللاتينية "سيبيلاتام". وأوضح "سيبيلاتام"، وهو مرصد لتتبع الظرفية السياسية والشأن الإقليمي، أن هذا الطموح قد باء بالفشل للسبب ذاته الذي دفع النظام الى فرضه، على الرغم من الإمكانيات الكبيرة والموارد الهائلة التي تزخر بها البلاد على خلاف دول المنطقة الأخرى". وبخصوص علاقاتها مع جيرانها، أبرز المقال أن الجزائر لم تثمن التقارب بين الولاياتالمتحدة وتونس التي اختيرت رسميا في 2015 من قبل الرئيس السابق باراك أوباما ك "حليف رئيسي غير عضو في حلف الناتو"، بحسب المركز ذاته في مقال بعنوان " تفكك اتحاد المغرب العربي". وأضاف أن الجزائر "لا تنظر بارتياح إلى الحضور العسكري للغرب بالساحل أو إلى الناتو بالقرب من حدودها". وقالت كاتبة المقال، استنادا الى الخبير العسكري الجزائري أكرم خريف، إن الجزائر "لا ترغب في أن يكون للناتو مراقبة جوية بالقرب من حدودها وترى في الطائرات من دون طيار خطا أحمرا مطلقا، على الرغم من أن البلد المغاربي يستعملها". وأوضح المقال أن تحفظات الجزائر حول التموقع الاستراتيجي لتونس ترتبط أيضا بالمخاوف من تأثير هذا التموضع الجديد على هدف الجزائر بإقناع حكومة ترامب بوضعها الريادي بخصوص الاستقرار بالمنطقة المغاربية.