قالت صحيفة العرب الصادرة من لندن ،إن "الأزمة الصامتة التي تشهدها العلاقات التونسية- الجزائرية تجاوزت مرحلة الفتور،وبدأت تنزلق نحو التوتر على خطى اندفاع تونس نحو تقديم تسهيلات عسكرية لأمريكا، وارتفاع الأصوات التونسية المُحذرة من سعي جزائري لفرض وصاية على تونس باسم مُتطلبات الشقيقة الكبرى". ويرى مُحللون وسياسيون، طبقاً للمصدر نفسه، أن تلك الأزمة التي برزت في أعقاب إعلان واشنطن منح تونس صفة الشريك الأساسي من خارج حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، قد تطورت على وقع تصريحات لوزراء تونسيين أثارت استياء الجزائر (منها تصريح نُسب لوزير الدفاع التونسي الذي قال، إن الإرهاب يأتينا من الجزائر). ويرى مراقبون أن الزيارة الثانية لرئيس الحكومة التونسية ،الحبيب الصيد، إلى الجزائر منذ توليه منصبه مطلع العام الجاري، أملتها تلك الغيوم التي تراكمت ،ولم يستبعد المُحلل السياسي التونسي هشام الحاجي أن يكون العنوان الأبرز لهذه الزيارة، مُحاولة لرأب الصدع الذي تشهده العلاقات بين البلدين، حيث قال لصحيفة العرب اللندنية ،إن زيارة رئيس الحكومة التونسية للجزائر "تندرج ضمن إطار الحوار المتواصل في سياق جملة من الملفات الحارقة المتراكمة بين البلدين التي ساهمت في فتور علاقاتهما الثنائية التي باتت تعاني حاليا من أزمة صامتة". ولفت المحلل السياسي التونسي، إلى أن الجزائر لا تنظر بارتياح للتقارب الأمريكي التونسي خاصة بعد زيارة قائد سلاح الجو الأمريكي لأفريقيا وأوروبا الجنرال "فرانك قورانك" إلى تونس، وهي زيارة ترافقت مع تواتر أنباء حول قبول تونس نشر طائرات أمريكية دون طيار في أراضيها. زيارة الجنرال "فرانك قورانك" إلى تونس ،قوبلت بانتقادات حادة من لدن وسائل إعلام جزائرية مقربة من دوائر السلطة ،وهو ما اعتبر مؤشر آخر على تزايد تدخل الجزائر في الشأن التونسي ،حذرت منه أصوات سياسية محلية. وفيما شدّد هشام الحاجي في تصريحه ل "العرب" على أن مفهوم السيادة الوطنية مقدس في تونس، ولا يمكن تجاوزه، رفض الإعلامي الجزائري عبدالسلام سكية الاتهامات الموجهة لبلاده بأنها تسعى إلى فرض وصاية على تونس. ويعتقد مراقبون أن ضعف الدولة التونسية، وارتباك أداء مؤسساتها وأجهزتها، ساهم في تراكم هذه الخشية التي تحولت إلى ما يُشبه الهاجس، حيث تزايدت المواقف التي تُحذر من انسياق تونس نحو التبعية للجزائر.