عشرة عروض مسرحية هي حصيلة اليوم الثامن من مهرجان موازين – إيقاعات العالم. عروض جمعت بين تشكيل موسيقي متنوع كتعبير عن تلاقح الثقافات واستعداد الشعوب لنسيان تاريخ الحروب والمآسي عن طريق اللغة الموسيقية والغنائية. عروض كلها دلالات على التسامح والعيش المشترك. عروض جمعت بين الموسيقى العالمية والإفريقية والشرقية والمغربية. وفي الموسيقى المغربية التقى القديم والتاريخي بالعصري المنطلق نحو الآفاق الكبرى للمستقبل. في الخامسة مساء كان للجمهور موعد مع عروض الشارع، بكل من شارع فال ولد عمير، الذي تألقت فيه الفرقة الفنية كناوة لوكس، التي تجمع بين الكناوي وألوان موسيقية من موسيقى السود في العالم، وفي شارع الحوز تألقت فرقة كولوكولو لفن الشوارع، التي نالت إعجاب الجمهور لما تضمنته من مشاهد وحركات مرحة، روى من خلالها أعضاء الفرقة الثمانية جوانب مختلفة من الحياة اليومية بأسلوب فيه الكثير من المتعة والتشويق والحركة. واستقطبت عروض فرقة كولوكولو جمهوراً كبيراً من مختلف الأعمار، الذين استمتعوا بمشاهدة العديد من الفقرات المرحة التي استعرضت من خلالها الفرقة النشاط الاجتماعي لرواد المقهى الشعبي، والشخصيات النابضة بالحياة التي تمضي وقتها في المقهى أو تمر بالقرب منه، وتحتفي جميعها ببساطة الحياة وتقاليدها اللطيفة من خلال لوحات شيقة تشمل عروض العصا الصينية، وخفة اليد، ولوح التوازن، وخط التوازن، وغيرها الكثير. ومن عروض الشارع وتقريب الفن من المواطن، إلى الموسيقى العالمية مع الفنانتين كارتينا فويتيناكي وإيما أتماتزيدو، اللتين قدمتا عرضا موسيقيا شيقا بفضاء شالة التاريخي، الذي يوحي بتواصل الأجيال والأحقاب، كما تألقت ماريا توليدو بخشبة مسرح محمد الخامس، حيث تأنقت في اختيار أغاني جميلة راقت للجمهور الحاضر الذي تفاعل معها بشكل كبير. منصة سلا اعتلاها ثلاث فنانين مغاربة، ويتعلق الأمر بعماد بنعمر ونعمان بلعياشي وتيو تيو، وكان الحضور كثيفا في محاولة لاكتشاف المواهب المغربية التي أبانت عن قدرات هائلة في الإبداع الموسيقي ومواصلة طريق الآباء الأولين لفن الأغنية المغربية غبر شق طريق مختلف عماده التعامل مع المتغيرات التي يعرفها الواقع ومع موسيقى العالم وما تعرفه من تحولات كما تجسد انفتاح المغربي على الإبداع العالمي. وفي منصة أبي رقراق أو فضاء الفن الإفريقي كان للجمهور موعد مع الأغنية الإفريقية الأصيلة مع سون كوتي وإيجيت فيورتين وياسين باي، واستمتع الجمهور بموسيقى القارة السمراء ذات النفحة الإنسانية الداعية للتحرر من القيود والأغلال مهما كانت. وفي فضاء النهضة المخصصة للموسيقى الشرقية اعتلى المنصة أحمد شيبة، والشأن نفسه بالنسبة للفنان الوجدي الدوزي وفي منصة السويسي كان للجمهور موعد مع ذو ويكاند. خلافا لما يزعمه دعاة المقاطعة تميزت حفلات اليوم بحضور نادر خصوصا مع نهاية الأسبوع حيث حج الجمهور بالآلاف ضاربا عرض الحائط الدعوات المشينة التي لا تلتقي مع ذوق المغربي الذي لا يمكن أن يقاطع الفن لأنه ليس سلعة.