نظم اليوم البرلمان الأوروبي في بروكسل، ومركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان، مؤتمراً دولياً بعنوان "دور إيران في شرق أوسط مُضطرب - نحو موقف أوروبي جديد تجاه إيران"، في مبنى البرلمان بالعاصمة البلجيكية. ولم يكن مؤتمر "دور إيران في شرق أوسط مضطرب" الداعي لموقف جديد تجاه طهران، لينهي أعماله دون بحث معمق لدور إيران المزعزع لأمن المنطقة والعالم، وهو ما يمثل التفاتة أوروبية لمشروع النظام الإيراني التوسعي بعيداً عن غشاوة الجدل حول الاتفاق النووي. وناقش المشاركون في المؤتمر تجاوزات إيران ودورها في الحروب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط عبر التدخل المباشر بكافة أشكاله في شؤون الدول المجاورة والعمل على زعزعة استقرارها والهيمنة على قراراتها. كما طالبوا بتشكيل موقف أوروبي موحد لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يُهدد أمن دول الجوار والسلم والأمن العالميين، بالإضافة إلى بحث ملفات حقوق الإنسان وعدد من القضايا الداخلية الشائكة في إيران. كما حذّرت الندوة من الطموحات النووية الإيرانية غير المشروعة، وسلطت الضوء على الآثار السلبية للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية عبر دعمها للحوثيين بشكل خاص وتدخلها العسكري في كل من سورية والعراق واليمن ولبنان. وقدمت الندوة السياسية الفكرية لصانع القرار رؤية شاملة لكيفية مواجهة التدخلات الإيرانية في الشأن العربي. ويأتي انعقاد المؤتمر مُتابعة لتداعيات انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو الماضي، وفرض عقوبات جديدة على طهران من قبل الولاياتالمتحدة، وبهدف بلورة موقف أوروبي جديد ضاغط على إيران. أدار المؤتمر المُنسّق العام "مارك أوتي"، المبعوث البلجيكي الخاص لسوريا والشرق الأوسط، والمستشار الرسمي لنائب رئيس وزراء بلجيكا، ووزير الخارجية. وشارك فيه عدد من السياسيين والباحثين والخبراء بالشأن الإيراني في دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، منهم "توني كيلام"، العضو في البرلمان الأوروبي عن الحزب الشعبي الأوروبي، عضو لجنة السياسات الخارجية ولجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي. و "رمضان أبو جزر"، مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان، والخبير في الشؤون الأوروبية. كما شارك في المؤتمر كل من رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا، وكبير المهندسين للدراسات وتقنيات التسليح "إيمانويل دوبو"، ومدير لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لدى حلف الناتو "إيثان كوربين"، والأمين العام للحزب الديمقراطي الأحوازي "جليل شرهاني"، والممثل الدائم لفرنسا لدى اللجنة الأوروبية للأمن والسياسة "نيكولا سوران".