احتج دفاع المشتكيات والمطالبات بالحق المدني في قضية توفيق بوعشرين على هيئة دفاع المتهم بعدما مارسوا اضطهاد عنيفا على الضحايا ومحاولة إرباكهن، خاصة الضحية "أسماء الحلاوي" التي فجرت المسكوت عنه وباحت أمام المحكمة بوحا وصفته المصادر ب "التصريحات الأليمة والبوح المر". وأكدت مصادر عليمة، أن المتهم كان يهدف، برفقة دفاعه، إلى عرقلة ومحاولة الوقوف أمام السيل الجارف من التصريحات التي أدلت بها الضحية الحلاوي، وهي التصريحات التي لم تترك أي فرصة أمام المتهم ومؤازريه سوى افتعال بعض المناوشات للتأثير على الضحية وهي تسرد روايتها حول ما كانت تتعرض له من استغلال جنسي، وصفته خلال جلسة ماضية ب"الاستعباد الجنسي". وقد سعى النقيب محمد زيان، عضو هيأة الدفاع عن المتهم توفيق بوعشرين، إلى التشويش على الضحية أسماء الحلاوي ومقاطعة تصريحاتها أمام المحكمة، واصفا في كل مرة تصريحاتها ب "خرايف جحا"، وهو ما واجه دفاع الضحية، رافضا التأثير عليها. ولَم تقف هجومات دفاع بوعشرين عند الضحايا، حيث كان بعض أعضاء هيأة الدفاع عن المطالبات بالحق المدني، ومنهم المحامي محمد الهيني، عرضة للنيران العشوائية، من أجل ثنيهم على ممارسة دوره وأداء رسالتهم السامية في الدفاع على الضحايا، ممن وجدن أنفسهم ضحايا لمشغل اتخذ من "الجنس مقابل العمل" شعارا له، حسب ما صرحت بذلك إحدى الضحايا التي سبق للمحكمة أن استمعت إليها في جلسة سابقة. وقد اضطر المستشار بوشعيب فارح، رئيس الهيأة القضائية التي تنظر في ملف المتهم توفيق بوعشرين إلى رفع الجلسة جراء العرقلة المتكررة التي كانت تصدر عن دفاع المتهم. وكانت هيئة الحكم قد واصلت مساء اليوم الاستماع إلى الضحية أسماء الحلاوي، غير أن المتهم ودفاعه نفذا خطة محكمة في محاولة منهما لإرباكها، وهو ما وتر الأجواء داخل القاعة التي تجري فيها محاكمة بوعشرين بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.