قتل شاب فلسطيني، اليوم الجمعة، في تجدد المواجهات بين الفلسطينيين في قطاع غزة والجنود الإسرائيليين على السياج الحدودي مع القطاع. وبدأت المواجهات الأسبوع الماضي في "ذكرى يوم الأرض" في إطار الحركة الاحتجاجية "مسيرة العودة" الداعمة لحق اللاجئين في العودة إلى أراضيهم بفلسطين التاريخية. وقتل في مواجهات الأسبوع الماضي 21 فلسطينيا واتهمت إسرائيل المتظاهرين بأنهم إرهابيون مبررة بذلك فتح جنودها النار عليهم. وقتل الشاب الفلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الجمعة، عندما اقترب مع عشرات المتظاهرين من الحدود مع إسرائيل شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الوزارة "استشهد أسامة خميس قديح (38 عاما) برصاص الاحتلال في الرأس شرق خان يونس". وذكر شهود عيان أن القتيل كان من بين عشرات الشبان الغاضبين الذين اقتربوا من الحدود مع إسرائيل. وأكد الناطق "إصابة أكثر من 50 فلسطينيا بينهم 5 على الأقل في حالة حرجة بالرصاص الحي إضافة إلى عشرات أصيبوا بالاختناق والإغماء جراء قنابل الغاز المسيل للدموع" خلال المواجهات. وقال شهود إن المتظاهرين أشعلوا مئات إطارات السيارات على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل. وأضافوا أن الجيش أطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين الذين اقترب مئات منهم بمحاذاة الجدار الأسمنتي أو الأسلاك الشائكة الحدودية. من جهته، أفاد مصور لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش استخدم خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين شرق غزة. واندلعت مواجهات اليوم الجمعة بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أشعلوا عشرات إطارات السيارات والجيش الإسرائيلي الذي يطلق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع قرب السياج الحدودي الذي يفصل بين إسرائيل وقطاع غزة. وكان الفلسطينيون قد بدأوا الجمعة الماضي في ذكرى "يوم الأرض" حركة احتجاجية تحت عنوان "مسيرة العودة" لدعم اللاجئين منهم، يفترض أن تنتهي في يوم النكبة. وقتل في صدامات الأسبوع الماضي 21 فلسطينيا في أعنف موجة عنف يشهدها القطاع منذ حرب 2014. وأفاد المراسلون أن المتظاهرين تجمعوا شرق مدينة غزة على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي وقاموا بإشعال عشرات من إطارات السيارات وبرشق الجيش الإسرائيلي بالحجارة. وأطلق الجيش الرصاص عشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع. وأشعل مئات المتظاهرين أيضا عشرات إطارات السيارات قرب الحدود شرق جباليا في شمال القطاع، وكذلك شرق مخيم البريج (وسط) وشرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع. وكان المنظمون قد أعلنوا أنهم يتوقعون مشاركة آلاف الفلسطينيين في الاحتجاج في خمس نقاط على طول الحدود بين غزة وإسرائيل. على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس وقف الشاب أحمد أبو غالي (20 عاما) متكئا على عكازه ويظهر ضمادة كبيرة على بطنه أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضية. وقال "اليوم أنا سأكون شهيدا، سأدخل السياج الفاصل حتى لو كلفني ذلك حياتي". وتابع وهو يفخر أنه هرب من المستشفى بالأمس ليشارك في الاحتجاجات اليوم "أصبت الجمعة الماضية. في بطني أربعين غرزة جراحية لكني هربت من المستشفى لأحضر إلى هنا". وأعلنت وزارة الصحة حالة "الاستنفار والطوارئ" تحسبا لاحتمال وقوع عدد كبير من القتلى والمصابين خلال المواجهات. وقالت اللجنة التنسيقية "لمسيرة العودة" إن التحرك "الرئيسي سيكون بعد عصر الجمعة بإقامة مهرجانات تأبين للشهداء" في المواقع الخمسة التي أقيمت فيها الخيام. وفي بيان أكد حازم قاسم الناطق باسم حماس ضرورة "محافظة الجماهير على الطابع الشعبي السلمي للمسيرات"، معتبرا أن ذلك سيكون "ضربا لكل الدعاية المتهاوية التي يروجها الاحتلال حول هذه المسيرات". وأضاف أن "تهديدات الاحتلال لن تفلح في حرف المسيرات عن مسارها ولن ترهب شعبنا". وحذرت إسرائيل من أنها ستبقي على الأوامر التي أصدرتها إلى جنودها في 30 مارس بإطلاق النار في حال حصول استفزازات على الحدود مع قطاع غزة. وأكد ناشطون إنه سيتم إشعال آلاف إطارات السيارات بعد ظهر الجمعة على طول الشريط الحدودي بين القطاع وإسرائيل الذي يمتد 41 كيلومترا. ويسعى المتظاهرون هذه الجمعة الى التشويش على القناصة الإسرائيليين بأعمدة الدخان المتصاعدة من الإطارات المشتعلة وبواسطة المرايا أيضا.