عقدت، أمس السبت بمسجد الحسن الثاني في ليبرفيل، ندوة حول مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وذلك بمبادرة من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالغابون وفرع المؤسسة بهذا البلد. وشكلت هذه الندوة، التي تعد الانطلاقة الرسمية لأنشطة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة- فرع الغابون، فرصة لتقديم أهداف ومهام المؤسسة بالإضافة إلى مهمتها الإفريقية. وقدم كل من الإمام إسماعيل أوسيني أوسا، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية للغابون وعتيقة بوحورية مولاي ملياني، الخبيرة المكلفة بمهمة بالمؤسسة، للحضور لمحة عن هذه المؤسسة الدينية، التي أنشئت تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، بموجب ظهير رقم 1.16.81 الصادر في 22 يونيو 2016. وأوضح المحاضران أن مهمة المؤسسة تتمثل على الخصوص في إحياء التراث الثقافي الإسلامي الإفريقي المشترك، عبر التعريف به والعمل على نشره وصيانته والحفاظ عليه، مع الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للمؤسسة الذي يتألف من عدة أئمة أفارقة، يجسد المهمة الإفريقية للمؤسسة الرامية إلى الانفتاح على جميع أئمة القارة وإرساء تعاون في خدمة الدين. وأضافا أنه من خلال أنشطتها الفكرية والعلمية والثقافية المرتبطة بالدين الإسلامي، تعمل المؤسسة على توطيد وتطوير العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بالبلدان الإفريقية، والاستجابة للحاجة في ما يتعلق بتكوين الأطر الدينية على المستوى الدول الإفريقية الشقيقة. وبالنسبة للمحاضرين، فإن المبادرات التي تقوم بها المؤسسة في مجال تكوين الأئمة والوعاظ والمرشدين وتنظيم الأنشطة العلمية والفكرية من شأنها المساعدة على تعزيز إسلام معتدل ووسطي ومتسامح، والذي يشكل حصنا حقيقيا ضد جميع أشكال الانحراف والتطرف بالقارة. واغتنم الإمام إسماعيل أوسيني أوسا هذه الفرصة ليعرب عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، الذي لا يدخر جهدا لتمكين العلماء الأفارقة من الاستفادة من تكوين ديني ذي جودة، معبرا عن شكره للمملكة للاستقبال الحار الذي حظي به الوفود الدينية والطلبة الغابونيين في كل مرة يحلون فيها بالمغرب. ومن جهته، أكد سفير المغرب بالغابون، عبد الله الصبيحي، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تسعى لتكون هيئة لتوحيد وتنسيق جهود العلماء في المغرب والبلدان الإفريقية الأخرى من أجل التعريف بقيم الإسلام المتسامح ونشرها، مذكرا بأن الظهير المتعلق بتأسيس هذه المؤسسة يوفر إمكانية إنشاء فروع للمؤسسة في مختلف البلدان، خاصة بإفريقيا. وأضاف أن إنشاء فرع الغابون، الذي يجسد تميز العلاقات العريقة بين البلدين، يلبي الانتظارات التي عبرت عنها معظم البلدان الإفريقية في الحاجة المتزايدة لتكوين الأئمة والخطباء، والمرشدين والمرشدات، مشيرا إلى أن الفرع الغابوني للمؤسسة سيعمل بالتآزر مع جميع المؤسسات الدينية على محاربة التطرف. وقال إن الهدف هو نشر الصورة الحقيقية للإسلام المتسامح والمعتدل. وتميز هذا المؤتمر، الذي حضره العديد من العلماء، وأعضاء الجالية المغربية بالغابون، وسفير الغابون بالمغرب، عبد الرزاق جي كوبوكو، بتقديم فيلم وثائقي عن العاصمة الروحية للمغرب فاس، أتبع بعرض حول خزانة القرويين بفاس من قبل محافظها عبد الفتاح بوكشوف. وخلال هذا العرض، قدم السيد بوكشوف المراحل التي قطعتها هذه الخزانة التي تأسست سنة 750 هجرية في عهد السلطان أبو عنان المريني وتطورها مع مرور الوقت للحفاظ على دورها العلمي لدى الباحثين، والطلاب والمجتمع. ويعتزم فرع الغابون لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الذي يرأسه الإمام إسماعيل أوسيني أوسا، تنظيم سلسلة من الأنشطة الدينية والعلمية على مدار السنة لفائدة المغاربة المقيمين بالغابون والمسلمين بهذا البلد.