لطالما كان عبدالله العمر على علاقة جيدة مع أصحاب النفوذ في سوريا، كالوزراء وبعض القيادات، وحتى الرئيس السوري بشار الأسد نفسه، فعلى مدى خمسة أعوام عمل العمر في القصر الرئاسي في مجال الدعاية الإعلامية، قبل أن يعلن انشقاقه عن النظام.
وكشف العمر، في مقابلة مع CNN، أنه كان عضواً في فريق يتكون من 15 شخصاً، يعملون تحت إمرة مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، وعندما انشق مسؤولون كبار، مثل رئيس الوزراء السابق، رياض حجاب، أصبحت مهمته "تشويه سمعة" المنشقين.
وقال في هذا الصدد: "طبعاً أنا كنت عضواً من ضمن هؤلاء الأعضاء، فريق عمل كامل داخل المكتب الصحفي في القصر الجمهوري.. كنا نجتمع ونصنع أخبار، ونتصور تصورات"، وتابع قائلاً: "ما كان أحد ينشق في سوريا، كنا قادرين أن نعمل فبركات عنه. "
وفيما أصبح العمر واحداً من هؤلاء المنشقين، قدم لنا بعض التفاصيل التي لم تستطع CNN التأكد منها بشكل مستقل، حول طريقة تعامل الرئيس السوري مع الانتفاضة. ورداً على سؤال عن كيفية تغير سلوك الرئيس السوري خلال العام ونصف الماضيين، قال إنه "بدأ يتغير، وبدأ نظام حياته يتغير، وبدا قلقاً على مدار اليوم."
كما كشف العمر عن بعض الصور الشخصية، التي التقطت له مع كبار المسؤولين الإيرانيين، كسفراء الجمهورية الإسلامية في كل من بيروت ودمشق.
وعما إذا كان بشار الأسد يجتمع مع المسؤولين الإيرانيين بشكل مستمر، أجاب الرجل، الذي عمل طويلاً ضمن الدائرة المقربة من الأسد، قائلاً: "بشكل دائم شبه يومي."
وبحسب العمر، فإن أكبر أزمة واجهها النظام جاءت في يوليو الماضي، عندما هز انفجار مقر الأمن القومي، الذي أسفر عن مقتل مستشار الأمن الرئاسي، حسن تركماني، وثلاثة مسؤولين آخرين.
وكشف عبدالله العمر عن إصابة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، خلال الانفجار، بقوله: "ماهر الأسد، بعد أن تم نقله إلى روسيا للعلاج، بقي في روسيا حوالي 20 يوماً."
وقبل شهر، قرر العمر العودة إلى مسقط رأسه "الأتارب" في شمال سوريا، ولكنه صدم عندما رأى البلدة مدمرة بسبب الحرب الدائرة هناك، وعن شعوره عندما شاهد بلدته مدمرة، قال: "والله بكيت عندما دخلت الأتارب"، وتابع بينما كان يغالب دموعه: "كيف يفعل بشار الأسد هكذا في الأتارب، وفي حلب، وفي درعا، وفي كل مكان."
وفي نهاية المقابلة، اعتذر العمر والدموع تنهمر من عينيه، وهو يعترف ب"الكذب" لسنوات عدة، من أجل بقاء النظام السوري.