في سابقة أولى من نوعها، تفتح النقابة الوطنية للصحافة المغربية أبوابها ومقرها لأحد المتورطين في جريمة قتل الطالب محمد ايت الجيد بنعيسى، الذي قتلته ايادي الارهاب سنة 1993 بجامعة ظهر المهراز بفاس. النقابة، وفي تطور خطير لتوجهاتها، سمحت لمنتدى الكرامة لحقوق الانسان ان يعقد ندوة صحفية حول ما أسمته ب"انتهاك شروط المحاكمة العادلة: قضية حامي الدين نموذجا"، وذلك يوم الجمعة 2 مارس المقبل. إن فتح المجال امام فعاليات المجتمع المدني وتمكينها من مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية لا تشوبه شائبة ولا يمكننا إلا ان نتفق مع ذلك، إلا أن السماح للمجرمين بتلميع صورتهم وإعادة رتق بكارتهم، يعد أمرا خطيرا ومسا بمكانة النقابة وهيبتها فضلا عن ما يمثل ذلك من تلطيخ لمهنة الصحافة وذلك في غياب لرأي المنخرطين الذين لا تستشيرهم القيادة في مثل هذه الأمور التي تهم الجميع. نص الدعوة إن ما اقدم عليه المسؤولون عن النقابة يعد وصمة عار في جبين هذا الإطار وكل الاجيال التي مرت منه، وهو ما قد ينذر بانفجار داخل النقابة خاصة بعد تحرك العديد من الصحافيين وتعبيرهم عن خيبة املهم. وفي اتصال هاتفي مع العديد من الصحافيين المنخرطين بالنقابة، عبروا عن مقاطعتهم لهذه الندوة ولمقر النقابة، بل هناك من عبّر صراحة بأنه سيقدم استقالته منها بعد هذه الكارثة.. وقد تؤثر هذه الخطوة التي اتخذتها النقابة بدون استشارة أعضاء المكتب التنفيذي على مكانة وقوة ملف النقابة الوطنية في مفاوضاتها بخصوص المجلس الوطني للصحافة، حيث أن العديد من الصحافيين قد يعبرن عن مواقف مخالفة لقرارات النقابة بهذا الخصوص.