في إطار التعاون بين القطاعات الحكومية والجماعات الترابية وتشجيعا للممارسة الرياضية ببلادنا والنهوض بأوضاع الشباب، تم اليوم الثلاثاء 13 فبراير بمقر ملحقة وزارة الداخلية بحي الرياض، التوقيع على اتفاقية تهدف إلى تحديد الإطار العام للشراكة بين وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الشباب والرياضة وصندوق التجهيز الجماعي من أجل إنجاز برنامج بناء ملاعب للقرب بالمجالين القروي والشبه حضري. ويتضمن هذا البرنامج الذي سيتم إنجازه بين 2018 و2020، بناء حوالي 800 ملعب للقرب تبلغ الميزانية الإجمالية المرصودة له حوالي 600 مليون درهم. ونصت هذه الاتفاقية على أن تمويل البرنامج سيتم عبر قروض ممنوحة من قبل صندوق التجهيز الجماعي للجماعات الترابية المعنية قصد إنجاز المشاريع المذكورة على أن يتم تسديدها من طرف وزارة الشباب والرياضة عبر الصندوق الوطني لتنمية الرياضة. ومن خلال هذه الاتفاقية الإطار تتعهد وزارة الشباب والرياضة بتحديد مكونات البرنامج بتشاور مع الجماعات الترابية المعنية والحرص على إعداد الوعاء العقاري للمشاريع المختارة بالإضافة إلى التأطير التقني وتتبع إنجاز المشاريع وضمان صيانتها. من جانبها، تتولى وزارة الداخلية تحسيس الجماعات الترابية المعنية قصد الانخراط الفعلي في هذه المبادرة وتعبئة الوعاء العقاري اللازم، على أن تتكلف وزارة الاقتصاد والمالية بتسهيل التركيبة المالية للبرنامج وسيتولى صندوق التجهز الجماعي تمويل المشاريع. و من أجل إنجاح هذا البرنامج سيتم إحداث لجنة للتنسيق والتتبع يرأسها وزير الشباب والرياضة وتتكون من ممثلين للأطراف المعنية. وعقب ذلك، صرح وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي، أن العالم القروي سيحظى بالأولوية على مستوى تنفيذ برنامج ملاعب القرب من أجل تمكين شبابه من فضاءات للممارسة الرياضية. وقال العلمي، على هامش توقيعه إلى جانب كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، والمدير العام بالنيابة لصندوق التجهيز الجماعي كمال العياشي، على اتفاقية إطار لتمويل برنامج إنجاز حوالي 800 ملعب للقرب بالمجالين القروي وشبه الحضري، "نتوجه اليوم في هذا البرنامج للعالم القروي لكون المدن أخذت حصتها، ولنضمن لشباب العالم القروي فضاءات اللعب". وأشار إلى أن الأطراف الموقعة على هذه الاتفاقية حرصت على بلورة تصور جماعي يهدف إلى تسريع وتيرة إنجاز 800 ملعب قرب لتغطية الخصاص الحاصل في هذا المجال، مبرزا أن التوزيع الجغرافي لإنجاز هذه الملاعب سيهم جميع الأقاليم بالمملكة وخاصة بالجماعات الترابية بالعالم القروي. وذكر العلمي أن هذا البرنامج يأتي لسد الخصاص الحاصل على مستوى ملاعب القرب الذي تعرفه مجموعة من الجماعات الترابية على المستوى الوطني. كما أشار إلى ارتفاع الطلب على ملاعب القرب بالنظر إلى النجاحات التي عرفتها، مضيفا أنه بموجب هذه الاتفاقية سيقدم صندوق التجهيز الجماعي قرضا للمجالس الإقليمية في كل إقليم وعمالة، على أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بإنجاز هذه الملاعب وتسديد الأقساط السنوية لصندوق التجهيز الجماعي. من جهته، ذكر بوسعيد أن هذه الاتفاقية/الإطار تندرج في إطار الاهتمام البالغ الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفئة الشاب، مشيرا، في هذا الصدد، إلى حث جلالته، في خطبه السامية، على وضع سياسة مندمجة للشباب. وأكد على حاجة الشباب للمرافق الترفيهية والثقافية والرياضية باعتبارها فضاءات ملائمة لتفجير طاقاتهم وصقل مواهبهم. وأعرب عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية/الإطار لتمويل برنامج إنجاز حوالي 800 ملعب للقرب بالمجالين القروي وشبه الحضري، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية ستسهم في تسريع إنجاز هذه الملاعب وخاصة في العالم القروي. وقال إن المهم في هذه الاتفاقية هو طريقة تمويلها التي ستمكن في ظرف سنة أو سنتين على أقصى تقدير من بناء 800 ملعب للقرب، مضيفا أن هناك أيضا تفكير جدي في استثمار هذه الملاعب عبر ضمان تدبير أمثل لمرافقها وفتحها للعموم حتى تكون فعلا رهن إشارة كافة الشباب في كل جهات المملكة. من جهته، أكد كمال العياشي على أهمية هذه الاتفاقية في النهوض بالتنمية بشكل عام والرياضة على وجه الخصوص، مبرزا دور صندوق التجهيز الجماعي في إنجاز هذا النوع من المشاريع الهادفة إلى تشجيع فئة الشباب على الممارسة الرياضية والمساهمة في تحقيق التنمية البشرية.