أبرزت صحيفة ”داناس“ الصربية الأهمية ،التي تكتسيها مقاربة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للهجرة، باعتبارها ظاهرة عالمية ذات أهمية كبرى لإفريقيا . وأبرزت الصحيفة الصربية أن مقاربة المملكة المغربية تقوم على رؤية استشرافية وإيجابية، وإرادة سياسية حقيقية، وتؤكد على أنه من مصلحة كل الدول أن تتم الهجرة في ظروف سليمة وقانونية ونظامية، تحترم حقوق الإنسان. وتوقفت الصحيفة، في مقال للصحافي بوريسلاف كروديلوفيتش نشر مؤخرا ، عند أبرز الأفكار التي طرحها صاحب الجلالة في رسالة موجهة لقمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة ،من بينها أنه ” لا وجود لتدفق للهجرة ما دام المهاجرون لا يمثلون سوى 4ر3 في المائة من سكان العالم“ ،كما أن ”الهجرة الإفريقية هي قبل كل شيء هجرة بين بلدان إفريقيا ،وأنه على المستوى العالمي، يمثل المهاجرون أقل من 14 في المائة من السكان، أما على الصعيد الإفريقي، فإن أربعة من بين كل خمسة مهاجرين أفارقة يبقون داخل القارة“. وأضافت الصحيفة أنه بخلاف الأفكار المسبقة المنتشرة حول الهجرة، فإن وجهة نظر المغرب تعتبر أن الهجرة لا تتسبب الفقر لبلدان الاستقبال، لأن 85 بالمائة من عائدات المهاجرين تصرف داخل هذه الدول ،كما أن الهجرة ظاهرة طبيعية تمثل حلا لا مشكلة في حد ذاتها . ومن ثم، ينبغي عل دول العالم اعتماد منظور إيجابي بخصوص قضية الهجرة ،مع تغليب المنطق الإنساني للمسؤولية المشتركة والتضامن. وقدم صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الدورة العادية ال 30 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي (أديس أبابا، 28-29 يناير 2018) ، ”الأجندة الإفريقية حول الهجرة“ ،وذلك بطلب من الاتحاد باعتبار جلالته"رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة“. وقد قدم هذه الأجندة رئيس الوزراء السيد سعد الدين العثماني ،الذي مثل جلالته في أشغال القمة. وتضمنت هذه الأجندة بالخصوص إحداث مرصد إفريقي للهجرة ومنصب المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي المكلف بالهجرة. وأشارت الصحيفة الى أن المعطيات التي أوردها المكتب الأوربي لدعم اللجوء بخصوص سنة 2017 ،تفيد بتقديم 706 الف و913 طلب لجوء في بلدان الاتحاد الأوربي وأوروبا بشكل عام ،خاصة على مستوى النرويج والسويد وايسلاندا وليشتنشتاين ،بتراجع نسبته 43 في المائة بالمقارنة مع عام 2016. وأشارت الصحيفة الصربية الى أن الهجرة داخل القارة الافريقية ذات تاريخ طويل وتسبب فيها الاستعمار آنذاك بالأساس ،حيث اضطر الملايين من السكان للهجرة الى ما وراء الأطلسي ،وبعد ذلك أرغم الأفارقة على العمل في تطوير اقتصاديات الدول الاستعمارية ،فيما كانت الهجرة الافريقية في المرحلة ما بعد الاستعمار تتم فقط في غالبيتها في دول الجوار الإفريقي. وأوضحت الصحيفة أنه في العام 2013 كان 65 في المائة من 20 مليون إفريقي الذين غادروا بلدانهم ،يعيشون في مناطق واسعة بالقارة . وقالت الصحيفة إن أبرز دول الاستقبال هي الكوت ديفوار ب 3ر2 مليون مهاجر إفريقي ،وجنوب افريقيا بمليونين ،ونيجيريا ب 900 الف مهاجر ،فيما برزت حاليا بلدان استقبال جديدة للمهاجرين الافارقة ،هي المغرب والغابون والجزائر. وأضافت الصحيفة أن عددا من الدول الافريقية أصبحت أيضا وجهات كبيرة لاستقبال اللاجئين ،ففي ديسمبر 2017 كان بأوغندا 4ر1 مليون لاجئ، 75 في المائة منهم من جنوب السودان ،وفي إثيوبيا يوجد 890 الف لاجئ ،بينما في أوربا لا يمثل الأفارقة سوى 8 في المائة من ثلاثة مليون لاجئ منذ 2014 ،وفي العام 2015 فقد 6200 افريقي حياته في المتوسط في طريق الهجرة. وذكرت الصحيفة بأن الأجندة الإفريقية للهجرة ،التي طرحتها المملكة المغربية ،تم إعدادها بعد مشاورات مع عدد من القادة الافارقة وعلى أساس أفكار انبثقت عن لقاء انعقد في مدينة الصخيرات ،بمشاركة العديد من الخبراء والمسؤولين الافارقة وممثلي منظمات المجتمع المدني ومختلف الفعاليات المعنية بالهجرة.