أشارت جريدة "الشروق" الجزائرية الذائعة الصيت، في مقال ساخر، نشر امس الاثنين، أن ما لم يقله أويحيى في دورة المجلس الوطني للحزب نهاية الأسبوع هو انه تحدث عن كل شيء تقريبا إلا الأسئلة التي كان الجزائريون ينتظرون إجابات عنها. وقالت الجريدة، في ذات المقال الموسوم ب"ما لم يقله أويحيى في دورة المجلس الوطني للحزب"، ان أويحيى لم يثر تلك الاسئلة التي كانت محل جدل سياسي وإعلامي خلال الأسبوع المنصرم، بل تحدث عن ملفات لم تعد بحاجة إلى إجابات. واضافت الجريدة أن ما كان ينتظره الجزائريون من أويحيى هو موقفه من القرارات التي اتخذها هو، وتدخل رئيس الجمهورية لإيقافها، ويتعلق الأمر بتجميد قائمة المستفيدين من امتيازات حصرية لتركيب بعض العلامات الأجنبية المختصة في صناعية السيارات، قبل أن يأتي الدور على واحد من أكثر القرارات إثارة للجدل، وهو ذلك المتعلق بخوصصة بعض المؤسسات العمومية، ثم تراجعه عن المشاركة في "صالون الطاقات المتجددة" بعد أن جرت التحضيرات على أساس ذلك. وقال صاحب المقال إن أويحيى فضل الخوض في قضايا اعتبرها متابعون هامشية بالنسبة لتوجهات الأحداث، ولا سيما بعد أن أصبحت مسألة استمراره على رأس الوزارة الأولى محل مضاربات وتساؤلات، انطلاقا من تراجع هامش تحركه، بعد تدخل الرئيس بوتفليقة لوقف قرارات وقعها الوزير الأول. كما أن تراجع أويحيى عن مواجهة الصحافيين في "صالون الطاقات المتجددة"، تضيف الجريدة، لا يعني أن موعد المواجهة سيطول، وأن تحدث الرجل الأول في الحكومة عن تدخل الرئيس لوقف بعض قراراته، في دورة المجلس الوطني لحزبه، يبقى مجرد تسريبات موجهة لأهداف معينة، طالما أن كلام أويحيى بهذا الخصوص، كان في جلسة مغلقة وبعيدا عن أعين رجال الإعلام، ما يجعلها منقوصة القيمة من الناحية الإعلامية. هجوم الرجل الأول في قصر الدكتور سعدان، على المملكة المغربية التي اتهمها بتصدير آلاف الأطنان من المخدرات عبر الحدود الغربية، واستحضاره لحادثة قديمة تعود إلى بداية ثمانينيات القرن المنصرم، والمتعلقة بمنع مولود معمري من إلقاء محاضرة حول الشعر القبائلي القديم في جامعة تيزي وزو، وكذا تجديد دعمه للرئيس بوتفليقة ومشاكسات الحزب الغريم، حزب جبهة التحرير الوطني، كل هذا رأى فيه المتابعون للشأن العام الجزائري مجرد محاولة من أويحيى لإبعاد النقاش عن المسائل التي كان يفكر فيها الرأي العام وشغلت باله، لأن قضايا من هذا القبيل لاكها السياسيون ورددها الإعلاميون في أكثر من مرة ومن دون مناسبة.... وتفاعل قراء جريدة الشروق في تعليقاتهم على هذا المقال الساخر وقال احدهم "إن أويحيى سار في طريق العبث، وساند العبث، فبطبيعة الحال، سيعبث به العبث؟"، فيما اكد آخر ان "اويحيى يحاول الهروب إلى الأمام بسبب الفشل والفضائح التي تلاحقه، وأكيد انه سيدخل في سجل اسوأ حكومة في تاريخ الجزائر التي اعادتنا لأخطر من ازمة الثمانينات، ولم يجد سوى التسويق ببعض الانجازات الرمزية"، واستطرد قائلا "أظن أن الجزائريين ضيعوا رجلا واحدا من ابنائها الصالحين وهو السيد تبون ".