اكدت مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية المعروفة باسم " إيرا " المعارضة للنظام الموريتاني في مؤتمر صحفي عقدته، امس الثلاثاء، بمنزل زعيمها برام ولد اعبيد انها ستواصل التصدي لما وصفته ب"النظام الغاشم الديكتاتوري والعنصري والاستعبادي" دون أي اكتراث بالثمن المدفوع من تضحية في الاجساد والأرواح. وأضافت الحركة، خلال هذا المؤتمر الصحفي الذي ترأسه رئيس الحركة بحضور عدد من مناضليها، أن كلا من عبد الله ابو جوب وعبد الله محمد أصيبا أمس بإصابات بالغة وخطيرة، وحينما نقلا إلى مركز الاستشفاء الوطني تدخلت "إرادة التزوير وانتهاك القوانين العليا ومنعت إصدار أمر بالتسخير الطبي يمكن الجريحين من العلاج واستيفاء حقوقهم القانونية في الترافع ضد الجناة". وبخصوص هذه الواقعة، التي تعتبر الاولى من نوعها، أصدرت الحركة بيانا جاء فيه:"انه في يوم الإثنين الموافق 15 يناير 2018 قامت فيالق كثيرة من الشرطة الموريتانية مدججة بالأسلحة و العتاد، بمهاجمة مسيرة جماهيرية سلمية نظمتها مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ايرا؛ وكان وقت الانطلاقة (الساعة 12) محدد سلفا منذ أيام ومعلن عنه في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي ومكان الانطلاقة مجمع الطرق المعروف ب: كلينيك في وسط العاصمة انواكشوط". وأضاف البيان "انه سبق للمنظمة أن أعلنت عن دواعي التظاهرة وهو واجب المؤازرة لمعتقلي التعسف والرأي الذين تعج بهم سجون الدكتاتورية الحاكمة وأرامل وثكلى القتل الجماعي خارج القانون الذي طال ضباط وجنود موريتانيين ورفض المنظمة قادة ومناضلين لحكامة الرعب والتخويف والترويض الذي ينتهجه النظام لإسكات النخبة الموريتانية والشعب وتمرير نواياه ومراميه الجهنمية ضد البلد والشعب، لكن للآسف كانت التعليمات والأوامر التي نفذتها الشرطة بقيادة أحد رموز هندسة التعذيب في موريتانيا المفتش .....هي العنف المفرط والمجاني والوحشي ضد المتظاهرين السلميين العزل.." وكانت الإصابات، يضيف البيان، كثيرة :في صفوف المناضلين الصامدين، وبعد كل ما سلف تؤكد حركة ايرا مواصلتها حراك التصدي للنظام الغاشم الديكتاتوري والعنصري والاستعبادي بدون أي اكتراث بالثمن المدفوع من تضحية الاجساد والأرواح."ذ ودعت الحركة في الوقت ذاته "الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية إلى تكسير القيود النفسية للاستكانة و الخنوع و الخوف." يشار أن مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية المعروفة بحركة "إيرا" هي منظمة حقوقية سياسية موريتانية راديكالية، اعتمدت خطابا صداميا للدفاع عن ضحايا الاسترقاق السابقين، ورفضت التعاطي مع الواقع المجتمعي بكل ما يحكمه من منظومات سياسية واجتماعية وفقهية. وتأسست الحركة في نوفمبر 2008 من طرف مجموعة من الطلاب والنشطاء المدافعين عن الأرقاء السابقين، من أبرزهم رئيس الحركة ولد الداه اعبيد ونائبه إبراهيم ولد بلال. ورغم أن الكثير من مؤسسيها يرونها حركة إصلاحية تهدف إلى التغيير، فإنها انتهجت خطابا صداميا مع كل المنظومة التي تحكم المجتمع، وقامت رؤيتها على رفض المصالحة مع واقع اعتبرته مسؤولا عن تكريس الظلم.