منعت تونس خروج تظاهرات الجمعة في كامل أنحاء البلاد احتجاجا على نشر أسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة رسوما مسيئة للنبي محمد، وذلك تحسبا من "أعمال عنف وتخريب". وقالت وزارة الداخلية في بيان الخميس "على إثر تواتر الدعوات عبر صفحات المنتديات الاجتماعية على شبكة الانترنت للخروج في مسيرات احتجاجية يوم الجمعة 21 سبتمبر 2012، وتوفر معلومات بوجود نوايا للبعض لاستغلالها للقيام بأعمال عنف وتخريب، تعلم وزارة الداخلية انه استنادا إلى حالة الطوارئ وحفاظا على سلامة المواطنين والأمن العام، تقرر منع المسيرات بكافة تراب الجمهورية في هذا التاريخ".
ويعطي قانون الطوارئ المفروض في تونس منذ الإطاحة في 14 كانون يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وزير الداخلية صلاحية حظر التظاهرات.
وأضافت الوزارة انها "تدعو كافة المواطنين ومكونات المجتمع المدني إلى التفهم والالتزام التام بهذا القرار، وتهيب بالجميع عدم الانسياق وراء هذه الدعوات".
ونبهت إلى أنه "سيتم التعامل مع كل الأشخاص الذين سيخالفون هذا القرار وفقا لما تخوله حالة الطوارئ وأحكام القانون عدد 4 لسنة 1969 المتعلق بالاجتماعات العامة والمواكب والمظاهرات والتجمهر".
ويعطي هذا القانون الشرطة صلاحية "إطلاق النار" على المشاركين في التظاهرات غير المرخص لها.
وأطلق نشطاء انترنت دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للخروج في تظاهرة في كامل تونس إثر صلاة الجمعة للتنديد ب "تعمد" أسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة "الإساءة" إلى الرسول محمد.
وأعلنت السفارة الفرنسية في تونس ان المدارس الفرنسية في هذا البلد ستغلق ابوابها ثلاثة أيام اعتبارا من الاربعاء، وأن المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة تونس ومقر القنصلية الفرنسية السابقة في صفاقس (270 كلم جنوب العاصمة تونس) سيغلقان من الخميس وحتى صباح الاثنين فيما ستغلق السفارة يوم الجمعة.
وقال مسؤول في السفارة لوكالة فرانس برس إن هذه الاجراءات "احترازية".
ودفعت السلطات التونسية منذ أمس بتعزيزات امنية كبيرة أمام السفارة والمدارس والقنصلية الفرنسية، وسفارات دول غربية تحسبا من استهدافها بهجمات.
ادانت حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونس، يوم الأربعاء، نشر اسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، مؤكدة "حق المسلمين في الاحتجاج السلمي" على اي اساءة لدينهم.
وكان قتل، يوم الجمعة الماضي، 4 متظاهرين وأصيب 49 آخرون و91 شرطيا خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتشددين دينيين هاجموا السفارة والمدرسة الأميركيتين في تونس احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام انتج في الولاياتالمتحدة.
وأعلنت السفارة الأميركية في بيان الاثنين الفائت ان "التدابير التي اتخذتها السلطات التونسية في 14 سبتمبر لم تكن كافية لحماية السفارة الأميركية" مذكرة تونس ب"واجب البلدان المضيفة بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية،اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لتوفير الأمن للبعثات الدبلوماسية".