قررت القنصلية الفرنسية في طنجة، والمدرستان الابتدائية والثانوية في المدينة ذاتها، إغلاق أبوابها يومه الجمعة، تحسبا لأي أحداث عنف قد تتعرض لها جراء الاحتجاجات التي توقعت الحكومة الفرنسية أن تنطلق شرارتها كرد فعل على نشر مجلة فرنسية ساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم. ويأتي قرار إغلاق القنصلية الموجودة في ساحة فرنسا وسط المدينة إلى جانب المدرستين الفرنسيتين، استجابة لقرار من الحكومة الفرنسية أعلن عنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أول أمس الأربعاء بشكل رسمي، والقاضي بإغلاق السفارات والقنصليات والمؤسسات التابعة للجمهورية الفرنسية في 20 بلدا إسلاميا، من بينها المغرب، تحسبا لأي هجوم قد تتعرض له خلال الاحتجاجات المنددة بالرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام. وينتظر أن يعلن المركز الثقافي الفرنسي والمباني التابعة له والمكتبة الفرنسية في طنجة، إغلاق أبوابها بدورها اليوم الجمعة، تحسبا لتعرضها لأعمال تخريب مفترضة، علما أن طنجة تحتضن عددا كبيرا من المؤسسات الفرنسية الدبلوماسية والثقافية تحديدا. من جهة أخرى، تستعد سلطات طنجة لعمل إنزال أمني مكثف حول المؤسسات والمصالح الفرنسية في المدينة، حسب ما أكده مصدر مطلع، مضيفا أن عناصر الأمن ستكون مدعومة بالقوات المساعدة، وستمنع أي احتجاج بالقرب من القنصلية أو المدارس الفرنسية، على غرار منعها التظاهر أمام المدرسة الأمريكية في فترة الاحتجاج على الفيلم المسيء للرسول، الذي لم تخبُ نيرانه بعد. وأوضح مصدر «المساء» أن سلطات طنجة ستعلن حالة استنفار قصوى، اليوم الجمعة، لتأمين كل المنشآت الفرنسية في طنجة، دون أن يخفي صعوبة الأمر بالمقارنة مع تأمين المنشآت الأمريكية، بالنظر إلى كثرة المؤسسات الفرنسية في طنجة، مضيفا أن تخوف السلطات يكمن في أن تتعرض مصالح شخصية لمواطنين فرنسيين للاعتداء. من جهتها، تستعد تيارات إسلامية للاحتجاج بشكل فعلي بعد صلاة يومه الجمعة، وخاصة التيار السلفي، الذي حاول قبل أيام الاعتصام أمام المدرسة الأمريكية احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام، فيما شرع شباب منتمون أو متعاطفون مع جماعة العدل والإحسان في التحضير لمسيرة احتجاجية جديدة، على غرار تلك التي نظمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة المقربة من جماعة العدل والإحسان، يوم الأحد الماضي، والتي كانت الأكثر تنظيما والأضخم وطنيا بمشاركة أزيد من 30 ألف محتج، جابوا شوارع طنجة في 4 ساعات. ويتوقع أن تنطلق الاحتجاجات على الرسوم، التي نشرتها مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية، في مختلف الأقطار الإسلامية انطلاقا من يومه الجمعة، بعد إصرار الأسبوعية الفرنسية على الاستمرار في توزيع أعدادها المتضمنة لرسوم تهكمية على شخص الرسول عليه الصلاة والسلام، الأمر الذي لقي استنكارا من الحكومة الفرنسية نفسها، عبر عنه رئيس الدبلوماسية لوران فابيوس بالقول: «نحن لسنا مع التضييق على حرية التعبير، لكننا نرفض أيضا صب الزيت على النار»، في إشارة إلى كون هذه الرسوم تأتي في غمرة الاحتجاجات ضد الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام. وللإشارة فإن هذه ليست المرة الأولى التي تتهكم فيها المجلة الفرنسية المذكورة على الإسلام، حيث كانت قد أصدرت العام الماضي عددا عنونته ب«شريعة إيبدو» مخصص بالكامل للسخرية من أحكام الشريعة الإسلامية.