لا يمكن فهم التصريحات الاخيرة لعبد القادر مساهل ضد المغرب، دون فهم لطبيعة الخلافات والصراعات التي تعصف بالسلطة في الجزائر، فبالإضافة إلى ما تشكله المملكة من عقدة لدى المسؤولين بالجزائر منذ اغتصاب استقلالها من طرف طغمة عسكرية عن طريق الانقلاب، فإن المطبخ الجزائري وما يمور به من صراعات مصالح بين الاجنحة ساهم في جعل المغرب دائما مشجبا لتعليق فشل المسؤولين الذين تناوبوا على السلطة بالجارة الشرقية ونهبوا خيراتها واستفادوا من ريع النفط والغاز ضدا على مصالح الشعب الجزائري الشقيق.. ففي تأويل لخلفيات تصريحات مساهل الاجرامية ضد المغرب، كتب موقع الجزائر 1 أن وزير الخارجية الجزائري ما كان ليتجرأ وينطق بكلام نابي في حق المغرب، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، "لو لم يتناهى إلى مسامعه أو علمه معلومات مؤكدة تفيد بأنه سيكون الوزير الأول المقبل في الجزائر خلفًا لأحمد أويحي الذي باتت أيامه على رأس الحكومة معدودة ورحيله ومغادرته منصبه تم الحسم فيه من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة". وأضاف الموقع الجزائري، أن أولى التسريبات والمعلومات المتداولة على نطاق جد ضيق أن التيار أصبح لا يمر إطلاقًا بين أويحي وبوتفليقة والعلاقة بينهما شابها توتر حاد في الآونة الأخيرة.. واستطرد موقع الجزائر 1 بالقول إن "وزير الخارجية عبد القادر مساهل لم تحقق في عهده الديبلوماسية الجزائرية سوى الإخفاق تلوى الآخر ..ومع ذلك تصّر بعض الجهات النافذة في الجزائر على الدفع به إلى الواجهة ليكون الوزير الأول المقبل في المستقبل القريب-ربما مع بداية 2018-وإظهاره بمظهر الرجل المُخلص أو الرجل المعجزة في تكريس فاضح وواضح للرداءة و ترقية المسؤولين الفاشلين". وتمامًا مثلما أحدث تعيينه وزيرًا للخارجية وإقالة سلفه رمطان لعمامر مفاجأة مدوية أدهشت المتتبعين، يضيف الموقع الجزائري، فإن تعيين مساهل وزيرًا أول سيكون مفاجأة من العيار الثقيل لكن، يقول ذات المصدر، "هذا حال الجزائر التي بات كل من هبّ و دبّ يتم إستوزاره وبلوغه مناصب رفيعة لم يكن حتى يفكر فيها أو يحلم بها حتى في أحلامه. و لكن عندما نعلم أن مساهل من مواليد تلمسان نفهم الرسالة و ندرك معانيها."