دعا جلالة الملك إلى "ابتكار مبادرات ومشاريع ملموسة تحرر طاقات الشباب وتوفر لهم الشغل والدخل القار وتضمن لهم الاستقرار، وتمكنهم من المساهمة البناءة في تنمية الوطن، وأخص بالذكر وضعية الشباب الذين يعملون في القطاع غير المهيكل". وقال الملك محمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه جلالته قبل قليل أمام نواب ومستشاري الأمة، إن وضعية شبابينا لا ترضينا ولا ترضيهم، داعيا إلى الإسراع بإقامة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، كمؤسسة دستورية للنقاش وإبداء الرأي وتتبع وضعية الشباب. وقال جلالته "إن التقدم الذي يعرفه المغرب لا يشمل مع الأسف كل المواطنين، خاصة شبابنا الذي يمثل أكثر من ثلث السكان، والذي نخصه بكامل اهتمامنا ورعايتنا". وأكد جلالة الملك أن تأهيل الشباب المغربي وانخراطه الإيجابي والفعال في الحياة الوطنية، يعد من التحديات التي يتعين رفعها، إذ أن "الشباب هو ثروتنا الحقيقية، ويجب اعتباره كمحرك للتنمية وليس كعائق أمام تحقيقها". ورغم الجهود المبذولة، يضيف جلالته، "فإن وضعية شبابنا لا ترضينا ولا ترضيهم، فالعديد منهم يعانون من الإقصاء والبطالة، ومن عدم استكمال دراستهم وأحيانا حتى الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، كما أن منظومة التربية والتكوين لا تؤدي دورها في التأهيل والإدماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب، أمام السياسات العمومية القطاعية والاجتماعية، فرغم أنها تخصص مجالا هاما للشباب، إلا أن تأثيرها على أوضاعهم يبقى محدودا، لضعف النجاعة والتناسق فيما بينهم". ودعا جلالته إلى "بلورة سياسة جديدة ومندمجة للشباب، تقوم بالأساس على التكوين والتشغيل وقادرة على إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم الحقيقية وخاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية والفقيرة"، وذلك على غرار المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية.