تعكس الإجراءات التي تم اتخاذها على صعيد إقليم فجيج والمشاريع التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الحرص الكبير لجلالته على جعل الجهة الشرقية قطبا رئيسيا للتنمية ، وذلك في تكامل وتناسق مع الأوراش الكبرى المفتوحة في مجموع تراب المملكة. كما أن هذا الاهتمام الملكي تجاه الأقاليم الشرقية يبرز بشكل جلي في سهر جلالة الملك شخصيا على تتبع إنجاز المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الطموحة بالجهة ، والتي تتشكل أساسا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتعبئة الكفاءات والإمكانيات المتوفرة خدمة للساكنة.
ويندرج هذا الاهتمام أيضا في صلب الحرص الملكي على تحقيق أهداف تأهيل أقاليم ومراكز الجهة وفك العزلة عنها ، الأمر الذي يعد حجر الزاوية لمسلسل التنمية المستدامة، التي ما فتئ جلالة الملك يدعو إليها.
وبخصوص إقليم فجيج، الذي يقوم جلالة الملك بزيارة له منذ الخميس الماضي، فإن الجهود تتوخى كأولوية إعطاء إجابات ناجعة للعجز الذي تعرفه المنطقة في ما يخص التجهيزات الأساسية وحركة التمدن غير المهيكل ، وذلك حسب مقاربة تشاركية للتحديث، تهدف إلى التوفيق بين نمط الترحال السائد والنمط الحضري.
وفي هذا الإطار فإن أحد أنجع هذه الحلول ذلك الذي هم إطلاق برنامج للتأهيل الحضري للمدن والمناطق القروية بإقليم فجيج، والذي تم التوقيع على الاتفاقية المتعلقة به يوم الجمعة الماضي، تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويروم هذا البرنامج الهام لإعادة التأهيل الحضري بالإقليم، التأطير الاجتماعي للساكنة التي تعاني من وضعية الهشاشة ، وذلك من خلال إنجاز مرافق عمومية ومركبات اجتماعية، وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، وتقوية شبكات الماء والتطهير، على أن تستفيد من هذا البرنامج، كمرحلة أولى، مدينتا بوعرفة وفجيج وتسعة مراكز قروية بالإقليم.
أما الاتفاقية المذكورة ، التي رصدت لها اعتمادات مالية تقدر ب 445 مليون درهم، فتهدف ، في المقام الأول ، إلى العمل على استقرار الرحل ومحاربة تدهور القصور.
ولتحقيق ذلك، فقد تم إطلاق مشروع بمدينة بوعرفة يهدف إلى إعادة إسكان 500 أسرة قاطنة في حي الخيام ، باعتمادات مالية بقيمة 94 مليون درهم ، بمساهمة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا الصدد أكد السيد مصطفى لالي النائب الأول لرئيس المجلس البلدي لإقليم فجيج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجفاف والتصحر، اللذين يؤثران سلبا على قطيع الماشية ودخل الفلاحين، دفعا بساكنة الإقليم إلى التخلي عن نمط الترحال تدريجيا لفائدة النمط الحضري داخل المدن والمراكز الحضرية.
وأضاف أن هذا التغير في نمط الحياة كان لابد أن تواكبه إجراءات تروم تعزيز البنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وتحسين ظروف عيش الساكنة.
وحسب السيد لالي، فإن المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مارس 2003، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تشكلان حجر الزاوية لكل عمل تنموي بالجهة.
وأضاف أن هذه المبادرات تعكس العناية التي يوليها جلالة الملك لسكان المنطقة، وحرص جلالته على أن يتمكنوا من العيش في ظروف ملائمة عل جميع المستويات .
والواقع أن الرؤية الاستراتيجية للتنمية بإقليم فجيج والجهة الشرقية عموما تلامس نطاقا أوسع للتنمية الشاملة والمنسجمة (الاندماج الاجتماعي، التربية، التأهيل الحضري، تنمية الواحات)، مما يشكل أرضية حقيقية لمشاريع تكون في مستوى ما يبتغيه جلالة الملك لهذه الجهة.