كشف علماء من الولاياتالمتحدةالأمريكية، في دراسة صدرت يوم أمس الأربعاء، أن عقارا منشطا مرتبطا بتعاطي المخدرات في الشرق الأوسط أنه إحدى وسائل جمع الأموال للمسلحين الإسلاميين ومحفز لهم، وهو أكثر خطورة مما كان يعتقد سابق. وأضاف العلماء، أن المنشط المعروف باسم "فينيثيلين" وباسمه التجاري "الكبتاغون" هو عبارة عن "أمفيتامين" معزز ويتضمن مركبات كيميائية فريدة تتيح له إحداث تأثير نفسي قوي أسرع بكثير من "الأمفيتامين" وحده. ويعتبر الكبتاغون أو فينيثايلين، أحد أنواع المنشطات، وهو من مشتقات مادة الأمفيتامين، وهذه مادة كيميائية منشطة، ترفع من المزاج وتقلل من الحاجة إلى النوم، وكذلك تقلل الشهية للأكل. وذكر الباحثون أن تطوير عقار للحد من آثار هذا المنشط على الناس ممكن بعد أن ظهرت مؤشرات إيجابية من تجاربهم على الفئران في المختبرات. وأضاف الباحثون وهم من معهد سكريبس للأبحاث في الولاياتالمتحدة والذين نشروا نتائج بحثهم في دورية (نيتشر) أن تركيبة "الكبتاغون" الفريدة وطريقه عمله ربما تفسر سبب الإقبال على تعاطيه. وحذر العلماء، من أن انتشار هذا المنشط بين متعاطي المخدرات، قد يتجاوز الشرق الأوسط، لينتشر فيما بعد إلى جميع أنحاء العالم. ويقدر الخبراء أن نحو 40 في المائة من متعاطي المخدرات الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 22 عاما في السعودية يدمنون الفينثيلين. وتفيد تقارير بأن إنتاج المخدر وأنواع مزيفة منه وتهريبه أمر في غاية السهولة بالإضافة لكونه مصدر لجمع الأموال بالنسبة للجماعات المتشددة في سوريا والعراق. وقال كيم جاندا أحد كبار الباحثين في فريق سكريبس خلال ندوة صحفية أن اهتمامه ب "الكبتاغون" جاء نتيجة اعتباره "منشطا معززا للأداء لمقاتلي داعش، ومصدرا لرفع الروح المعنوية بالأدوية". اخترع الكبتاغون في عام 1963 واستخدم لحوالي 25 عاما، باعتباره بديلا أكثر اعتدالا للأمفيتامين.وكان يستخدم في علاج الأطفال “قصور الانتباه وفرط الحركة”، وكما شاع أستعماله لمرض ناركوليبسي (حالة الخدار) أو مضاد للاكتئاب. وثمة مميزات يمتاز بهالكبتاغون حيث أنه لا يميل إلى زيادة ضغط الدم على مدى نفس الأمفيتامين ولذا يمكن أن يستخدم الكبتاغون مع المرضى الذين يعانون من ظروف القلب والأوعية الدموية. لكن نظرا لاثاره الجانبية السيئة فقد أصبح غير قانوني في معظم البلدان منذ عام 1986 بعد أن ادرجته منظمة الصحة العالمية كأحد الممنوعات وأكثر المؤثرات على العقل. ويرجع انتشار الكبتاغون بين اطراف الصراع فى سوريا، نظرا لما يتيحه للمقاتلين من القدرة على التركيز الشديد والقتال بدون تعب، والتقدم إلى الأمام دون خوف، وتحمل الالم بل مقابلة التعذيب بضحكات هستيرية، كما أن المقاتلين يستخدمونه للقدرة على السهر والسيطرة على أعصابهم وزيادة أدائهم الجنسي، والجميع يستخدمونه بغض النظر عن كونه محظور في الاسلام. والكبتاغون منشط للجهاز العصبي المركزي، ومن تأثيره أنه يفقد المتعاطي الدقة في القدرة على التقويم وإصدار أحكام وضعف الاستجابة الحسية، وتناول جرعات زائدة من هذه العقاقير يولد العنف والتهيج والروح العدوانية. وبعد زوال تأثير العقار يصاب الشخص بالاكتئاب والصداع المستمر، مما يضطره إلى معاودة تعاطيه مرة ثانية والإدمان عليه.