تعيش الجزائر ازمة خانقة بسبب ندرة المياه، ما دفع المواطنين للخروج في تظاهرات احتجاجية بمختلف الولايات للتعبير عن غضبهم والتنديد بالسياسات الحكومة وتقصير السلطات في إيجاد حل لهذا المشكل الذي بات يؤرقهم كل سنة مع مطلع فصل الصيف. ففي ولاية بومرداس تعيش العديد من البلديات على وقع أزمة مياه حادة، أخرجت معها المواطنين للاحتجاج في عدة مناطق، في حين يهدد عدد من مواطني بلديات أخرى بالاحتجاج في حال تواصل الأزمة. وتعيش بلدية زموري، على غرار العديد من بلديات الولاية، أزمة مياه حادة. ورغم أن التزود بهذه المادة الحيوية يشهد تذبذبا رهيبا، إلا أن المياه التي تأتي مع انحصار مدة التزود تكون أيضا بطعم ولون ورائحة غريبة. وتتكر حالة بلدية زموري في العديد من البلديات، على غرار سي مصطفى ولقاطة وسيدي داود، أما ببرج منايل فخرج المواطنون للمرة الثالثة للاحتجاج بسبب حالة العطش الكبيرة التي تضرب البلدية. وقد قام المواطنون بغلق مقر المؤسسة الوصية على التوزيع. وقال "احدهم إن انقطاع المياه عن عدد من الأحياء على غرار بوصبع بلغ أزيد من نصف شهر، وهو ما أخرج السكان للاحتجاج، يقول، في حين تعيش بلديات تمزريت واعفير وشعبة العامر وأعالي بلدية بني عمران وعمال حالة عطش على طول السنة، حيث لا يعرف سكان عدد من قرى هذه الأخيرة الماء في الحنفيات. كما تشهد بلديات يسر وحمادي وأحياء من بلدية بودواو تذبذبا كبيرا في التزود بالمياه، في حين بلدية اولاد عيسى تزود مواطنيها مرتين في الأسبوع، بعد أن كانت مرتين في الشهر، وهذا بعد الاحتجاج على هذا الواقع، وهو نفس الشأن بالنسبة لسكان خميس الخشنة. يحدث هذا رغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الولاية، على غرار سد قدارة والحميز وسد بني عمران ومحطة تحلية مياه البحر براس جنات وعدد من الآبار التي تحتاج إلى صيانة والواقعة على مشارف الوديان. وقال مصدر مسؤول في الجزائرية للمياه ببومرداس إن المؤسسة تشرف على التوزيع وتبقى الكمية من سد تاقصبت وقدارة التي تزود بها الولاية تحت إشراف مؤسسة "سيال" التي خفضت الكمية التي تتزود بها الولاية ما خلق أزمة مياه حادة. وأقدم سكان بعض القرى في تيزي وزو ايضا على الاحتجاج بسبب مشكل الماء. ففي قرية جبلة ببلدية واڤنون أقدم القاطنون، على غلق مقر وكالة مؤسسة الجزائرية للمياه. وحسب محتجين، فإن تنظيم هذه الحركة الاحتجاجية جاء بعد نفاد مساعيهم لإنهاء معاناتهم مع العطش. وجاءت هذه الحركة بعد 24 ساعة من شل سكان بعض قرى وأحياء بلدية تادمايت حركة المرور بالطريق الوطني رقم 12 في المدخل الغربي للولاية تيزي وزو، بسبب ندرة ماء الشرب التي يشكون منها والتي أثقلت كاهلهم، حيث يوزع عليهم مرة كل أسبوع لفترة زمنية محددة. من جهة أخرى، فضل سكان قرى ناحية بني عريف ببلدية تيرمتين بدائرة ذراع بن خدة، يوم الأحد، لغة الحوار، من خلال عقد اجتماع مع رئيس الدائرة بمقر الدائرة بحضور المصالح المعنية لطرح مشكل ندرة الماء الذي يعانون منه. وفي ميلة تجمع، العشرات من سكان دوار عين بويكني ببلدية وادي سقان أمام مقر الولاية، احتجاجا على أزمة العطش التي تعصف بهم في أعز أيام الحر. واوضح المحتجون أن المشكل تسببت فيه مديرية الري التي منحت سنة 2006 ترخيصا لأحد الفلاحين المستثمرين لإقامة بئر بالقرب من التنقيب الذي يمون الدوار، وحسب هؤلاء، فإن المستثمر استغل هذه السنة البئر في السقي الفلاحي، ما تسبب في انقطاع كلي للمياه، وأدى إلى أزمة حادة في مياه الشرب، دفعت بهم إلى اقتناء مياه الصهاريج، والبعض اضطر تحت الحاجة لاقتناء صهاريج بأكملها للأبقار والمواشي. وحمل المحتجون مديرية الري والسلطات المحلية مسؤولية هذه الأزمة، كونها لم تحرك ساكنا لمعالجة المشكلة، حارمين بذلك دوارا يضم أكثر من 130 عائلة من المياه. وأقدم، مساء أمس، بمدينة طولڤة في بسكرة، العشرات من سكان قرية فرفار على قطع الطريق الرابط بين بلديتهم وبلدية ليشانة بالحجارة والمتاريس وأطر العجلات المطاطية المشتعلة، احتجاجا على التذبذب الحاد في التموين بالماء الصالح للشرب. وأوضح عدد من المحتجين أن عملية التوزيع تعرف اختلالات كبيرة، حيث تجف الحنفيات لأيام، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم، في وقت تشهد المنطقة درجة حرارة مرتفعة. وأضاف متحدث آخر أنهم نقلوا شكواهم إلى الجهات المعنية لكن دون جدوى. يذكر أن المحتجين تلقوا وعودا من مسؤول الجزائرية للمياه لتسوية المشكلة. وفي باتنة وببلدية الرحبات، تجمع العشرات من سكان "أولاد قبوج" أمام مقرها بسبب أزمة العطش التي تحيط بهم ووجود مشكلة في التوزيع، وكذا استغلال فلاحين القناة الرئيسية للمياه وتحويلها لسقي أراضيهم، بتواطؤ من منتخبين بالمنطقة. وعلى المنوال نفسه، سارع سكان قرية "حمزة" و"ثنية العابد" إلى غلق مقرات بلديتي وادي الطاقة وثنية العابد على التوالي، بسبب أزمة العطش نتيجة صراعات منتخبين فضلوا سكان منطقة على حساب منطقة أخرى، نجم عنها تخبط السكان وبقاؤهم دون مياه رغم وجود مشاريع الري على أرض الواقع.