أصبح بإمكان أي شخص أن يقف عند نافذة بيت في عمارة في الطابق الخامس، يستدير، ينزل سرواله، وصديقه في الأسفل واقف في االشارع يحمل كاميرا الفلوغات في يده، يصور فيديو مطولا لمؤخرة صديقه عارية، ينشران الفيديو عل يوتوب بعد المونتاج وإضافة الموسيقى وبعض التأثيرات الصوتية والورود، وينتظران عدد لي في وعدد الجيمات وعدد السبسكرايب. في الغد يقول الجميع: إن أبا مؤخرة كبيرة صنع البوز حقا. الجميع يشاهد الفيديو مقهقهين وممررينه بينهم كالنكات عبر الواتساب بحيث تصير مؤخرة في أربع وعشرين ساعة أشهر من مانديلا، والجميع يشتم صاحبها في التعليقات بكثافة وبوتيرة تتصاعد تدريجيا، سوى تعليق واحد أو تعليقين يشجعانه أكثر على بوزات أكثر بجملة كهذه مثلا: بالعكس واصل وما تسوقش للحساد راهم بقا فيهم الحال حيت درتي البوز. ياك السي؟ الناس بقا فيهم الحال حيت دار البوز؟ بقا فيهم الحال حيت عرى قزيبتو وهو يجيهم الحسد؟!. بعد ذلك تجد أن قناة تلفزية على الأنترنت عنوانها غريب ومجهول ك: كرسيف tv، استضافت صاحب البوز في حلقة حوارية مطولة ليدافع عن نفسه، وليصبح شخصية عامة مثيرة للجدل مهمة للغاية، وليسلم على ليفان ديالو، والجيش الفيسبوكي ديالو، وليقلي السم لأعدائه الحاقدين، وليقول أنه لولا أهميته، ولولا جمهوره الذي يعد بالملايين، ولولا أنه دار البوز، ولولا أنه أصبح نجما، لما نادت عليه تلك القناة، وأنه لا يهتم بالمنتقدين الفاشلين أعداء النجاح. وأكثر من ذلك يبدأ المراهقون والمراهقات أصحاب التشويكة باعتراض طريقه في الشارع لالتقاط سيلفيات معه دون أن يعرفوا بماذا دار البوز سوى أنهم رأوه مرارا في التلفزيون وعلى يوتوب، أما فيديو المؤخرة العارية التي تحيي الجماهير فقد مسحه بعد الشهرة. تصير النتيجة: شخص مشهور ودار البوز والجميع يعرفه وليس هناك فيديو نرى فيه مؤخرته لنتأكد نحن الذين جئنا متأخرين. شخص مشهور وفقط. وماذا بعد الشهرة؟ لا أحد يدري. بعدها بشهر نجد أن إنوي أو اتصالات المغرب أو ميديتيل نادت عليه ليقوم لها بإشهار مقابل خمسين مليون سنتيم، ثم دوزيم نادت عليه ليصبح مذيعا، ثم يتطوع في الأزمات الصعبة رفقة أشخاص آخرين حتى هوما دارو البوز كي يتوسطوا لحل أزمة الريف مثلا. هناك من دار البوز بمؤخرته، هناك من دارو بالكويديمة، هناك من دارو بتكحال عينيه وتعكار فمو، هناك من دارو بشلاقمو نفخهم، هناك من دارو ببندير، هناك من دارتو ببزازلها، هناك من دارتو بودن معضوضة، الخ.. مرحبا بكم في العالم الجديد، عالم التفاهة الخالصة، عالم مذيعين وصحافيين وفنانين ومشاهير لم يسبق لهم أبدا قراءة كتاب أو ديوان شعر أو رواية أو حتى جريدة، عالم ال buzz، عالم ال " tozz ".