أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، أن وضعية التعليم الأولي مقلقة للغاية، وأن هذا الأخير يستوعب في القطاع العام سوى ما بين 7 و 8 في المائة من التلاميذ في سن التمدرس، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود مختلف الفاعلين مع الارتكاز على شراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تأهيل المنظومة التربوية. وأضاف خلال الندوة الثانية الدولية حول التعليم الأولي المنظم من طرف مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية حول موضوع "تعميم التعليم الأولي بين الجودة والإنصاف"، أن قطاع التعليم الأولي يحتل اليوم مكانة متميزة في كل الإصلاحات التربوية التي تتم مباشرتها مبرزا أن وزارة التربية وضعت سنة 2015 مخطط عمل طموح جدا مدمج ضمن الرؤية الاستراتيجية 2015 /2030، يروم إصلاح النظام التعليمي في شموليته مع تركيز خاص على الجانب المتعلق بالتعليم الأولي.
وبعد أن أبرز أن التعليم الأولي يعد أساسا مهما لكل إصلاح تربوي، دعا الوزير إلى تعميم تعليم أولي ذي جودة ينبغي أن يشكل موضوع التزام مشترك بين الدولة وجميع الأطراف المعنية ولاسيما الجماعات الترابية.
وشدد على أهمية الاطلاع على التجارب الناجحة واستلهامها من أجل وضع نموذج تعليم أولي مغربي يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية.
ومن جهتها، قالت رئيسة مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية السيدة ليلى مزيان بن جلون إن التعليم الأولي كان دوما في صلب اهتمامات المؤسسة حيث أدمجت ، منذ إطلاق برنامجها مدرسة.كوم في 2001، أقساما أولية في جميع مدارس الشبكة مع تصميم هندسي مناسب وتجهيز مدرسي ملائم.
وأوضحت أن مجموع الأطفال الذين استفادوا من خدمات التعليم الأولي في المدارس ال63 التي يشملها برنامج مدرسة.كوم والتي تفتح أبوابها في المغرب منذ 17 عاما، يصل الى 28 ألف و350 نصفهم إناث ، معبرة عن فخرها بالنتائج المحصل عليها والتي مكنت الأطفال المنحدرين من الأوساط المهمشة في العالم القروي من خوض مسار مدرسي ناجح.
وأضافت أن الاتفاقية الموقعة بين مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية من أجل التربية والبيئة والوزارة تمنح مدارس الشبكة وضع مؤسسة متعاقدة،مشيرا إلى أن هذه المؤسسات المجهزة بوسائل رقمية تولي أهمية للغتين الأم (العربية والأمازيغية)واللغات الأجنبية.
ومن جهته، قال كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات السيد حمو أوحلي إن ضعف تغطية التعليم الأولي يمثل عائقا حقيقيا يعيق استمرار الأطفال في مسار تعليمي عادي .
وأشاد بمبادرة المؤسسة بفتح مدارس ابتدائية بالوسط القروي في أماكن معزولة مع اعتماد تقنيات وأساليب تدريس ذات جودة،مؤكدا أن التعليم الأولي مهم جدا لنجاح كل إصلاح تربوي.