أكد وزير الشؤون الخارجية والتجارة المجري ، بيتر زيجارتو، أن بلاده تنوه بدور المغرب "كعامل استقرار" في منطقة شمال إفريقيا. وقال رئيس الديبلوماسية المجرية ، خلال ندوة صحفية عقدت في أعقاب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، إنه "يحق للمغرب الاعتزاز بالنمو الاقتصادي الذي حققه خلال السنوات الأخيرة".
وأوضح زيجارتو أن بلاده تولي اهتماما خاصا لتنمية علاقاتها مع المغرب، خاصة في المجال الاقتصادي، وبالأخص في القطاعات التي تحظى بالأولوية كالفلاحة وتدبير المياه.
وذكر بأنه كان قد وقع مع وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد حصاد اتفاقا من أجل منح 100 منحة دراسية في السنة للطلبة المغاربة في الجامعات المجرية.
وأشار إلى أن المجر تعتبر المغرب بوابة لولوج إفريقيا، مؤكدا أن بلاده يمكن أن تشكل مركزا لوجيستيكيا للمغرب لتصدير منتجاته الى أوروبا الوسطى و روسيا على الخصوص.
وأكد من جهة أخرى أن بلده يولي أهمية كبيرة للتعاون الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي بين الاتحاد الأوربي وبلدان أخرى وأنه يؤيد توسيعا للاتحاد الأوروبي وتنمية العلاقات بين الاتحاد والبلدان الأخرى.
وقال بهذا الخصوص "إن المغرب يمكن أن يعول على المجر لتطوير علاقاته مع الاتحاد الأوربي".
وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، اعتبر المسؤول المجري أن هذه القضية تشكل عائقا أمام التنمية والنمو في المنطقة، معربا عن أمله "في ايجاد حل سريع لهذه القضية بالنظر إلى انعكاسها السلبي على التعاون الإقليمي".
من جانبه، أكد بوريطة أن زيارة المسؤول المجري للمغرب، تندرج في إطار الرؤية الملكية القائمة على الانفتاح على فضاءات أخرى وتنويع شركاء المملكة في الاتحاد الأوروبي.
وأشاد المسؤول المغربي بالعلاقات الممتازة بين البلدين لكنه لاحظ أن المبادلات الاقتصادية الثنائية تظل دون مستوى العلاقات السياسية بين الرباط وبودابست.
وتابع بوريطة أنه تم اتخاذ عدد من القرارات بمناسبة هذه الزيارة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن اللجنة الاقتصادية المختلطة الهنغارية المغربية ستجتمع في أكتوبر المقبل.
كما سيتم، حسب بوريطة، إحداث مجلس للشراكة الاقتصادية بين المغرب والمجر سينعقد الخريف المقبل، مشيرا الى انه تم الاتفاق من أجل عقد المنتدى الاقتصادي في الخريف المقبل على هامش اجتماع اللجنة المختلطة.
وأضاف أن المغرب سيكون أيضا ضيف شرف معرض المجر الفلاحي المقبل، معتبرا أن هذه القرارات من شأنها إعطاء دفعة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين وتنويع شركاء المملكة.
وأكد بوريطة أن هذه الزيارة شكلت مناسبة لتوقيع العديد من الاتفاقات من أجل تعزيز التعاون الثنائي في مجالي الثقافة والعلوم، مبرزا أن هذه المباحثات مع المسؤول الهنغاري تناولت العديد من القضايا منها العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي.