أكدت المديرة التنفيذية المكلفة بالبحث والسياسات العمومية بمؤسسة محمد ابراهيم، نتالي ديلابالم، أمس الخميس بمراكش، أن المغرب يشكل نموذجا بارزا في مجالي الريادة والحكامة بالقارة الافريقية. وقالت خلال ندوة صحفية عقدت بمناسبة تنظيم منتدى "ابراهيم للحكامة" مابين 6 و 9 أبريل الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن المغرب يعد نموذجا بارزا في مجالي الريادة والحكامة بالقارة الافريقية، وأن السنة الجارية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للمملكة، بعدما استعادت مكانها الطبيعي في حظيرة الاتحاد الافريقي.
وأضافت أن السنة الجارية تتميز، أيضا، بطابع خاص لكون مؤسسة محمد ابراهيم تحتفي هذه السنة بالذكرى العاشرة لتأسيسها والتي تشكل مناسبة لإبراز الجهود التي تبذلها المؤسسة لتسليط الضوء على أهم التحديات المطروحة في مجالي الريادة والحكامة بافريقيا.
وفي السياق ذاته، أبرزت نتالي ديلابالم أن أحد هذه التحديات الأساسية يتمثل في النسبة الكبيرة للشباب الافريقي المتطلع إلى تأمين مستقبله الاقتصادي والشخصي، علاوة على مستقبل القارة السمراء، مضيفا أن القارة الافريقية توجد في مرحلة تحول نظرا لكون أغلبية ساكنة القارة من الشباب ( 60 في المائة من الساكنة تقل أعمارهم عن 25 سنة).
من جهته، أوضح المدير التنفيذي المكلف بالعلاقات مع الحكومات والمؤسسات الافريقية بمؤسسة محمد ابراهيم، السيد عبدولاي جناح، أن اختيار المغرب لعقد هذا الملتقى يأتي لتعزيز المكانة الهامة للمملكة بافريقيا، بعدما تمكنت من العودة لشغل مقعدها داخل الاتحاد الافريقي.
وذكر بأن هذه المؤسسة، التي تلعب دورا أساسيا في النهوض بالجانب المتعلق بالريادة والرفع من مستوى التنمية بافريقيا، تركز جهودها على التعريف بأهمية التقييم والحكامة والريادة بالقارة الافريقية من خلال عدة مبادرات، من ضمنها مؤشر ابراهيم للحكامة بافريقيا، وجائزة ابراهيم للريادة بافريقيا ومنتدى ابراهيم حول الحكامة، فضلا عن المنح الدراسية والتمويلات التي تقدمها المؤسسة.
وأكد عبدولاي جناح أن جائزة ابراهيم، التي تبلغ قيمتها المالية خمسة ملايين دولار، تمنحها لجنة مكونة من شخصيات هامة لكبار القادة بإفريقيا الذين ساهموا بشكل بارز في تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية لبلدانهم وعملوا على تعزيز مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان من أجل رفاهية شعوبهم.
وبخصوص مؤشر ابراهيم للحكامة بافريقيا، أوضح المتحدث أن هذا المؤشر يقدم تقييما سنويا حول الحكامة بكل بلد افريقي على حدة، بناء على عدد من المحددات مرتبطة بالأمن ودولة الحق، والمشاركة وحقوق الانسان، والتنمية الاقتصادية المستدامة والتنمية البشرية، مضيفا أن أزيد من 34 مؤسسة افريقية ودولية تساهم في هذا التقييم، من ضمنها البنك الافريقي للتنمية والبنك الدولي.
ويعرف هذا الملتقى، الذي ستتميز فقراته بتقديم عروض موسيقية وفنية ورياضية، مشاركة شخصيات من عالم السياسة والأعمال والاعلام والمجتمع المدني من إفريقيا والعالم، إلى جانب مؤسسات إقليمية وشركاء دوليين لإفريقيا، وذلك لإجراء حوارات بناءة تروم تعزيز الحكامة والريادة بإفريقيا .
كما يسعى هذا الحدث إلى طرح التحديات التي تواجه السياسات في اتخاذ القرارات، وبحث الفرص المطروحة أمام القارة الافريقية .
يشار إلى أن منتدى ابراهيم الذي تأسس في 2010، يعتبر حدثا للحوار رفيع المستوى حول القضايا التي تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لافريقيا .
يذكر أن المنتديات السابقة تناولت مواضيع همت "نماذج التغير الحضري الإفريقي"، و"إفريقيا في السنوات الخمسين المقبلة"، و"الشباب الإفريقي"، و"الزراعة الافريقية " و"التكامل الاقتصادي الإقليمي والافريقي " .