على بعد يومين من شهر رمضان الأبرك ، بدأت حرارة الأسعار ترتفع في العديد من المواد الأساسية، التي يكثر عليها الإقبال، وخصوصا الخضار والفواكه والأسماك. حقيقة الأسعار بأسواق الجملة في العاصمة الاقتصادية، الدارالبيضاء، تؤكد، من خلال تصريح عدد من التجار، أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوع الجاري، أنضاف إلى الزيادة التي شهدتها تكاليف النقل، لتنعكس بالتالي على أسعار مجموعة من المواد الاستهلاكية.
وقال مصدر من داخل سوق الجملة للخضار والفواكه، بالدارالبيضاء، إن بعض المواد عرفت مؤخرا زيادات متفاوتة كالطماطم التي وصل ثمنها بالجملة إلى 3.5 دراهم و البطاطس التي تباع بالجملة ب 2.5 دراهم، وقد تصل إلى المستهلك النهائي ب 3. 50 دراهم، والبصل الذي يباع ب 3 دراهم إلى 4 دراهم بالنسبة للبصل الأبيض وأكثر، حسب الأحياء. وأضاف ذات المصدر أن جميع أسعار الخضار والفواكه مرشحة للارتفاع خلال الأسبوع الأول من رمضان بفعل الإقبال القياسي الذي يؤثر في معادلة العرض والطلب، قبل أن تهدأ الأسعار نسبيا في الاسبوع الاخير من رمضان.
وعلم أن مواد الطماطم والبصل والبطاطس لن تستفيد هذه السنة من الإعفاء من رسم التعشير بأسواق الجملة، على غرار ما كان معمولا به سابقا للحفاظ على استقرار هذه الخضر الثلاث. وبفعل ندرتها في السوق، حطمت بعض المواد أرقاما قياسية كالحامض الذي وصل أمس إلى 15 درهما بالجملة و20 درهما بالتقسيط، والموز الذي تأثر المحلي منه بنقص الجودة، فبات سعره بالجملة يناهز ال 14 درهما، أما الموز المستورد فوصل بالجملة إلى 16 درهما و18 رهما للنوع الجيد ما يعني أنه قد يصل إلى الزبون النهائي ب 20 درهما في بعض المناطق.
أما فاكهة الأفوكا، التي يكثر عليها الإقبال في رمضان، فقد وصل سعرها أمس بسوق الجملة إلى 45 درهما، وذلك لكون الأفوكا المحلية مفقودة في السوق، لأن الفترة الحالية لا تصادف موسمها وبالتالي تبقى الأفوكا المستوردة هي الطاغية بسعرها الباهظ في السوق. وتأثرت فاكهة العنب بموجة الحرارة التي زادت من سرعة إتلافها فوصل سعرها جملة إلى 15 درهما.
وفي سوق السمك، كانت حمى الأسعار أمس أكثر ارتفاعا حيث بيع سمك "الميرلان" ب 80 درهما و بلغ سعر الصندوق الواحد 1500 درهم، كما بيع "القيمرون" ب 100 درهم ، ويرجح تجار السمك أن يزداد سعره في رمضان ب 30 في المائة وعرض "الكلمار" ب 120 درهما بينما عرض السمك الشعبي: السردين ب 15 درهما و هو مرشح للارتفاع في اليومين القادمين ، أما الأنشوبة "الشطون" فعرضت ب 25 درهما بسبب موسم التصبير الذي يحد من كميات وفرتها في السوق. وعزا التجار هذا الارتفاع إلى ثقل التكاليف ومن بينها على الخصوص كلفة النقل والرسوم الضريبية.
ويتضح جليا أن هذه الأسعار لا علاقة لها بما جاء على لسان رئيس الحكومة في خرجته التلفزيونية الشهيرة لتبرير الزيادة في المحروقات، حين ادعى أن كلفة النقل لن تؤثر على باقي المواد الاستهلاكية، مدعيا أن سعر الطماطم هو 50 ريال (2.5 دراهم)، والبصل 2.3 دراهم، والليمون 3.5 دراهم، والبطاطس 2.2 درهم والتفاح والموز مابين 8 و 9 دراهم، بل وحتى التفاح المستورد لا يتجاوز سعره في قائمة أسعار بنكيران 14 درهما فقط لاغير، والحال أنه تجاوز عتبة ال 20 درهما في معظم الأسواق! عن الاتحاد الاشتراكي العدد 10147 الخميس 19 يوليوز 2012