بعد أن خمدت الاحتجاجات بمدينة بجايةالجزائرية، عادت لتنفجر من جديد نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، حيث اعتمدت حكومة الجنرالات سياسة تقشفية رهيبة لم تعرفها البلاد منذ الاستقلال، ذلك أن الحكومة تخلت عن سياسة الرعاية الاجتماعية التي كانت تشتري بها صمت المواطن. وحسب مصادر إعلامية محلية فإن مواجهات عنيفة وقعت بين رجال الشرطة ومحتجين اليوم الإثنين بولاية بجاية الواقعة على 250 كيلو متر شرق العاصمة.
ونقلت مواقع رقمية جزائرية عن شهود عيان قولهم "إن المواجهات أسفرت عن تخريب مبان ومركبات، بينما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المشاركين فيها". وشهدت مدينة بجاية شللاً صباح اليوم بفعل الإضراب العام الذي دعا إليه التجار، وتحولت إلى مسرح للمواجهات بين شبان وقوات الأمن.
ودعت جهات نقابية إلى إضراب متواصل من الثاني إلى السابع يناير الجاري، احتجاجا على الزيادات الناتجة عن قانون المالية الجديد، الذي جاء مليئا بالضرائب المراجعة والمرتفعة جدا، والتي لا محالة ستضر بالقدرة الشرائية للمواطنين، مما يفتح الجارة الجزائر على المجهول، الذي قد لا يقف عند الاحتجاجات الاجتماعية، خصوصا وأن نظام الحكم في هذا البلد أصبح غامضا بشكل كبير مما يجعل الركوب على الأحداث شيئا سهلا.
وتعرف مدينة بجاية ومدن الولاية احتجاجات متواصلة نظرا للتهميش الذي تعيشه، واليوم ستزداد حدة المواجهات بعد اعتماد سياسة التقشف على حساب جيوب المواطن بينما يتم استغلال عائدات النفط والغاز في ملأ خزائن أركان النظام والمؤامرة ضد المغرب.