"عار عليكم.. إسرائيل تبدأ سراح المضربين وأنتم تعاقبونهم حتى الموت".. كانت هذه هي الكلمات التي وجهها، اليوم الاثنين، الكاتب الجزائري والحقوقي أنور مالك ضد حكومة بلاده؛ على خلفية وفاة الصحافي محمد تامالت - داخل أحد مستشفيات العاصمة الجزائرية، بعد غيبوبة طويلة، بفعل دخوله في إضراب عن الطعام منذ أسابيع، احتجاجًا على الحكم عليه بالسجن لمدة عامين. وعكست هذه الكلمات، التي لم يكن يعزفها مالك منفردًا، بل جاءت وسط تصريحات غاضبة عديدة داخل الجزائر، عكست حالة من الاستياء بفعل وفاة تامالت.
وأضاف "مالك" في تغريدته على مواقع التواصل الاجتماعي "ليس حبًا بإسرائيل أو كرها للجزائر، الصهاينة يحررون الأسير المتعب بفعل إضرابه عن الطعام وحكومتنا تركت محمد تامالت سجينًا حتى مات جائعًا" (عار).
واعتُقل تمالت، في 26 يوليو الماضي، بعد عودته من بريطانيا إلى الجزائر في عطلة قصيرة، ووُجّهت إليه تهمة إهانة هيئة نظامية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره، على صفحته في "فيسبوك" منشورات اعتبرتها النيابة العامة مسيئة لشخص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، وقائد أركان الجيش الفريق قايد صالح، كانت بينها قصيدة شعرية.
وكان تمالت يتوقع اعتقاله في الجزائر، وكتب "أنا في الجزائر منذ 4 ساعات، لم يتم توقيفي في المطار، ولكن لا أمان في هذا النظام، فقد تبعتني سيارتان من المطار إلى منزل الوالدة الصغير التي فرضت عليّ إقامة جبرية ومنعتني من الخروج لمدة ساعة، خوفًا عليّ".
وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية بإجراء تحقيق شامل حول وفاة الصحفي والمدون محمد تامالت، لافتة إلى أن "وفاة تامالت جرت في مستشفى نقل إليه من محبسه، نتيجة لفشل عدد من أعضائه بفعل الضعف الشديد الذي كان يعاني منه في أعقاب إضرابه عن الطعام لعدة أشهر، احتجاجًا على سجنه".
وأضافت أنه يجب على السلطات الجزائرية فتح تحقيق عميق ومستقل وشفاف حول الملابسات التي تحيط بوفاة الصحفي محمد تامالت"، موضحة "العفو الدولية كانت قد حثت السلطات الجزائرية على إطلاق سراحه بشكل فوري ودون شروط".
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية - طالبت في أغسطس السلطات بإلغاء حكم السجن بحق "تامالت"، الذي يحمل أيضًا الجنسية البريطانية، ولفتت إلى أن الاتهامات ضد "تامالت" تتعلق بمحتويات "نشرت على صفحة فيسبوك، وخصوصًا قصيدة تتضمن أبياتًا فيها سب للرئيس الجزائري".
وأعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن "صدمتها" لوفاة تامالت، وقالت ياسمين كاشا مديرة "مراسلون بلا حدود" في شمال أفريقيا في بيان: إن "هذا النبأ يشكل ضربة قوية لكل المدافعين عن حرية الإعلام في الجزائر".
وتساءلت "لماذا هذه الإدانة بفعل تصريحات عبر فيسبوك لا تهدد أحدًا؟" مطالبة بإجراء تحقيق حول ملابسات وفاة الصحفي.