مثلت عملية إحباط تهريب كميات كبيرة من الكوكايين عبر مدينة الداخلة ضربة نوعية ورسالة قوية لكارتيلات الكوكايين وخصوصا تلك المستوطنة بأمريكا اللاتينية، وتقول الرسالة إنه حيثما وجدت الجريمة المنظمة يوجد عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وأن القضاء على الجريمة المنظمة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي. وتفيد هذه العملية أن المكتب المركزي يتصدى لجرائم متعددة، فبعد عمليات التصدي للخلايا الإرهابية، التي تهدد استقرار الوطن وأمن المواطن، والتي أبان فيها عن براعة وخبرة كبيرة من خلال تفكيك عشرات الخلايا واعتقال بعض الذئاب المنفردة، وبعد التصدي للعصابات الإجرامية المرتبطة بالإرهابيين، وتفكيك شبكات مخدرات لتمويل الإرهاب وشبكات الاتجار في المواد الفاسدة، جاء الدور على العصابات الدولية، التي لم يعد بمقدورها النفوذ بسهولة للمغرب.
ومما يجعل من العمل نوعيا إلى حد كبير، أن عصابات المخدرات وضعت المغرب نصب عينيها المغرب كي تجعل منه معبرا حيويا لنشاطها، لكن يقظة عناصر المكتب والمعلومات التي استطاع توفيرها وبدقة متناهية أفشلت المشروع.
ويأتي إحباط العملية في إطار المجهودات الحثيثة التي يبذلها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الرامية إلى مكافحة الظواهر الإجرامية خصوصا تلك المتعلقة بالإتجار والتهريب الدولي للمخدرات.
وجاء فشل هذا المشروع بفضل المعلومات الدقيقة التي توفرت لدى المكتب، أي من خلال المراقبة الدقيقة لكارتيلات المخدرات الصلبة بأمريكا اللاتينية، بما يفيد أن العملية تحكم فيها حماية الأمن القومي قبل كل شيء، أي أن المكتب المركزي دخل إلى مرحلة متقدمة من مفاهيم حماية الأمن تجاوزت التعامل التقليدي مع العصابات الدولية.