إرهابيو القاعدة متورطون حتى أخمص القدمين في تجارة الكوكايين الدولية. هذا ما كشفت عنه التحقيقات مع 41 شخصا أفراد شبكة متخصصة في الاتجار الدولي في المخدرات (الكوكايين والشيرا) والذين عرض ملفهم أمام محكمة الجنايات بسلا أول أمس الإثنين وأجل إلى يوم الإ ثنين المقبل لتعيين جلسة خاصة باصرار من هيئة الدفاع الذين تملكهم العياء. محاضر الإستماع للمتهمين كشفت أن عناصر القاعدة بالصحراء والساحل كانوا يؤمنون الطريق لقوافل المخدرات التي تنطلق من مالي ثم المغرب عبر الجزائر وموريطانيا. جزء منها يروج داخل التراب الوطني فيما كميات أخرى يتم نقلها إلى أروبا عبر طائرات خفيفة أو مراكب متطورة. الشبكة التي يتابع أفرادها من أجل «تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والحيازة غير المبررة للمخدرات والمواد المخدرة وتصديرها واستيرادها بدون رخصة وتصدير وبيع وشراء عمولات أجنبية ومحاولة تصديرها والاحتجاز والتهديد بالقتل ومخالفة قانون الصرف والمشاركة»، تمكنت ما بين مارس وغشت 2010 من تنفيذ ثماني عمليات تسريب لكمية إجمالية تفوق 600 كيلوغرام من مخدر الكوكايين بمساعدة من إرهابيي القاعدة في الصحراء والساحل. عناصر جماعتي الإرهابيين الجزائريين مختار بلمختار (الأعور) وحميد أبو زيد فرضت على الكارتيلات الكولومبية إتاوات مقابل عبور قوافلها الصحراء الشاسعة، ولذلك وطدت علاقات بالشبكة التي يسيرها بارونات من جنسيات كولومبية وإسبانية وبكارتيلات متمركزة في أمريكا اللاتينية وبمشاركة مهربي مخدرات مغاربة، وغدت جزءا من معادلة التهريب بالمنطقة . جماعات القاعدة استثمرت درايتها بالمسالك الصحراوية الوعرة وتوفرها على الأسلحة ووسائل النقل المناسبة، بهدف توفير الحماية اللازمة لأباطرة االمخدرات في تنقلاتهم في منطقة الساحل بالصحراء. وبفضل انخراطها في نشاط التهريب، حصلت القاعدة على مبالغ مالية مهمة تقوم بتبييضها في مشاريع بدول المنطقة، تماما على غرار الكميات التي حجزت لدى أفراد الشبكة بالمغرب ومالي بعد انشاء شركات وهمية بهدف تهريب الأموال وتبييضها. نفوذ إرهابيي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقوى بعد أن تحالفوا مع مافيات الكوكايين، وهو ما جعل انتونيو ماريا كوستا مدير مكتب الاممالمتحدة للمخدرات والجريمة بجنيف سنة 2009 للتحذير من «الاستعمال المتزايد لعائدات تهريب المخدرات من قبل الارهابيين والقوات المناهضة للحكومات في كل منطقة الساحل الافريقية من أجل تمويل عملياتهم». عائدات تهريب الكوكايين دفعت جماعات القاعدة للإنضمام لمافيا التهريب بل وحضر ممثل التنظيم في المغرب الإسلامي وأحد أمرائها بالصحراء وهو المسمى «عبد الكريم الطوارقي» المشتبه في قتله للرهينة الفرنسية ميشال جيرمانو نهاية شهر أكتوبر من السنة المنصرمة مؤتمر قمة لكارتيلات كولومبية عقد في جزيرة بأرخبيل «بيجاغوس» الغيني. ليس الإرهابيين وحدهم من ربطوا علاقات بالإرهابيين، فعناصر البوليزاريو أيضا وطدوا علاقاتهم مع التنظيمات الإرهابية وشبكات تهريب السلاح والمخدرات والكوكايين والبشر والتي تتخد من منطقة الصحراء مجالا لتحركها، والمصالح التي تربطها بزعماء تلك العصابات. تحالف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مع عصابات التهريب الكولومبية، سبق أن دفع السلطات المغربيه لوضع استراتيجية ميدانية مع نظيرتها الكولومبية لكبح جماح عصابات تهريب الكوكايين القادمة من كولومبيا وأمريكا اللاتينية. وسبق أن التقى السنة المنصرمة شكيب بنموسى وزير الداخلية المغربي بوزير الداخلية والعدل الكولومبي فابيو فلانسيا كوسيو بالرباط. ما تضمنته بعض محاضر الإستماع للمتهمين في ملف شبكة الكوكايين الدولية كشف أنه لم يحدث قط أن اعترضت الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل سبيل عصابات التهريب. العصابات تقدم التمويل للجماعات الإرهابية في حين توفر هذه الأخيرة الحراسة لها وتنفذ عمليات مسلحة ضد الجيش والجمارك لصالحها، ذلك واقع عرته التحقيقات الأخيرة وكشفت حقيقة التحالف بين إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وعصابات تهريب السلاح والشيرا والكوكايين، وهو التهديد الذي لم يقف عند عتبة التراب الترابي بل بدأ يزحف ليهدد أمن البلاد واستقرارها.