لقد وضع التنظيم الإرهابي داعش المغرب نصب عينيه، وجعله في مرمى أهدافه بعد أن تبين له أن المغرب لن يكون قاعدة خلفية لتزويده بالمقاتلين، ولهذا خطط ويخطط لعمليات نوعية تم ويتم إحباطها بفضل رجال الله من عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وفي إطار المواجهة الشاملة والمتطورة للعناصر الإرهابية فكك المكتب المذكور خلية إرهابية اليوم الخميس بعدة مدن مغربية. وحسب المعطيات الأولية فإنها تعتبر من أخطر ما تم تفكيكه لحد الآن، مما ينبئ عن أن الخليفة البغدادي أعطى التعليمات لأتباعه من أجل تطوير أدائهم.
الخلية التي كانت تنشط بمدن الصويرةومكناس وسيدي قاسم، ومن بينهم مواطن فرنسي، كانت تخطط لعمليات نوعية تنطبق مع استراتيجية فيما يسمى "إدارة التوحش"، حيث تكون العملية عنيفة كي تزرع الرعب في نفوس المواطنين والدولة، لكن رجال الحموشي كانوا لهم بالمرصاد.
العملية أسفرت عن اعتقال العقل المدبر لهذه الشبكة الإرهابية بأحد "البيوت الآمنة" بمدينة الجديدة، حيث تم حجز 4 رشاشات أوتوماتيكية مزودة بشواحن ذخيرة و3 شواحن فارغة و3 مسدسات بالرحى ومسدس أوتوماتيكي وبندقية مزودة بمنظار وكمية كبيرة من الذخيرة الحية و13 قنبلة مسيلة للدموع و4 عصي حديدية قابلة للطي وصاعق كهربائي و6 قارورات بلاستيكية تحتوي على مواد كيماوية مشبوهة يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات و3 قارورات زجاجية تحتوي على مواد سائلة مشبوهة ومسامير ورايتان ترمزان لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" بالإضافة إلى عدة أسلحة بيضاء ومجموعة من الأصفاد البلاستيكية وبذل عسكرية.
أي عارف بالسلاح يفهم أن هذه الكمية تشكل ترسانة تسليح لكتيبة "جهادية"، حيث تبدأ بالقنص وهو من أخطر أنواع الإرهاب تم الاقتحام عبر التفجيرات. وتجدر الإشارة إلى أن هذا "المقر الآمن" تم إعداده من أجل التخطيط لتنفيذ سلسلة من عمليات إرهابية تستهدف ضرب مؤسسات حيوية وحساسة، وذلك بإيعاز من قادة ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية".
وخطط أعضاء هذه الشبكة لتنفيذ مشروعهم الإرهابي، بهدف استقطاب المزيد من العناصر المتطرفة للانضمام لهذا المخطط التخريبي في أفق خوض حرب عصابات واسعة النطاق بتأطير فعلي وميداني من طرف قياديين داعشيين متمرسين، أحدهما يتواجد حاليا بتركيا.
وقد كشفت التحريات عن المنحى الخطير لهذه الشبكة الإرهابية، التي خططت لاستقطاب قاصرين، حيث قامت بتجنيد أحدهم للقيام بعملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة بعد تلقيه دروسا ميدانية في قيادة السيارات.
ويأتي تفكيك هذه الشبكة الإرهابية بالتزامن مع التهديدات التي ما فتئ يطلقها مقاتلون مغاربة في صفوف ما يسمي بتنظيم "الدولة الإسلامية" عبر شنهم لحملات إعلامية يؤكدون من خلالها عزمهم العودة للمملكة من أجل زعزعة أمنها واستقرارها.
ويتضح جليا من خلال المجهودات المتواصلة للمصالح الأمنية، سعيها الحثيث للتصدي للخطر الإرهابي المحدق بالمملكة وتضييق الخناق على التنظيمات التي تتبنى توجهات متطرفة، من خلال تفكيك 152 خلية إرهابية منذ 2002، من بينها 31 منذ مطلع 2013، على ارتباط وطيد بالمجموعات الإرهابية بالساحة السورية العراقية سيما "داعش".
هذه العمليات الاستباقية المتوالية ضد الشبكات الإرهابية، مكنت من إفشال وإحباط العديد من المخططات التخريبية التي كانت تستهدف مصالح حيوية وطنية وعربية وغربية سواء بالمملكة أو بالخارج، بالإضافة إلى حجز ترسانة مهمة من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزة أعضاء الخلايا الإرهابية المفككة.
ويزداد الخطر الداعشي مع الضربات التي تلقاها بكل من سوريا والعراق، ومع اشتداد الخناق عليه بدأ في نقل غرف عملياته إلى ليبيا، حيث الفوضى العارمة، وبالتالي فإن المغرب العربي أصبح هدفا، دون استثناء أي بلد، وبالتالي فإن التنسيق والتدريب سيصبح قريبا ومتقاربا، مما يحتم مضاعفة الجهد لمواجهة الخطر الجهادي، الذي يخطط لتنفيذ عمليات نوعية بعيدة حتى يعيد الروح لأعضائه بعد الضربة القوية التي تلقاها في المركز.
وتجدر الإشارة إلى أن المكتب المركزي تمكن يوم العاشر من الشهر الجاري من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 04 معتقلين سابقين بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب، ينحدرون من مكناس وتطوان ومرتيل وأكوراي.
وقد كشفت التحريات الأولية أن أفراد هذه الخلية الإرهابية الذين سبق لأحدهم أن قاتل بالساحة السورية العراقية، خططوا لاستغلال الخبرات العسكرية الميدانية التي اكتسبها هذا الأخير سواء في جبهات القتال بهذه البؤرة المتوترة أو بمعسكرات ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" من أجل تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية النوعية.
ويوم الثاني من الشهر ذاته تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية على صلة بما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، تتكون من 07 متطرفين ينشطون بمدن مراكش والعيون وبوجدور.
وقد أكدت التحريات أن عناصر هذه الخلية الإرهابية الذين خططوا في بادئ الأمر للالتحاق بمعاقل "داعش" بالساحة السورية العراقية، قرروا تغيير وجهتهم نحو فرع هذا التنظيم الإرهابي بليبيا، عبر الحدود المغربية الموريتانية، وذلك بمساعدة انفصاليي "جبهة البوليساريو" المختصين في شبكات التهريب والجريمة المنظمة.
كما كشف البحث عن التوجه الإجرامي لعناصر هذه الخلية الإرهابية الذين خططوا للحصول على أسلحة نارية والقيام بعمليات تخريبية، سيرا على النهج الدموي لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية". ومنتصف يناير تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة إجرامية تنشط بكل من الناظور والحسيمة وطنجة، متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، تتكون من أربعة أفراد من بينهم عنصران يحملان جنسيات أوروبية.
وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن التحريات أظهرت أن بعض عناصر هذه الشبكة الإجرامية، المتورطين كذلك في عمليات تهريب العملة وتبييض الأموال المتحصل عليها من هذا النشاط الإجرامي، تربطهم علاقات بعناصر متطرفة بالخارج وبمقاتلين تحت لواء ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" بالساحة السورية-العراقية.