أكدت منظمة السلام الأخضر "غرينبيس"، أمس الجمعة بالدارالبيضاء، أن المغرب الذي يعد رائدا عالميا في مجال الطاقة المتجددة، يلعب دورا محوريا في المفاوضات المقبلة حول المناخ. وأوضحت مديرة برنامج العالم العربي وشمال إفريقيا ل(غرينبيس)، غالية فياض، خلال ندوة صحفية على متن السفينة البيئية "راينبوو واريور" التابعة للمنظمة، والتي رست أمس بميناء العاصمة الاقتصادية، أن شعوب المنطقة تتطلع إلى عالم يسود فيه استعمال الطاقة المتجددة وإلى مجتمع أكثر أمنا وصحة، مؤكدة على ضرورة الانتقال العاجل إلى استخدام الطاقات المتجددة بهذه المنطقة.
وقالت إنه حان الوقت لكي يستجيب مسؤولو العالم وصناع القرار لمطالب الشعوب التي تتوق إلى عالم تحترم فيه البيئة، مضيفة أنه أصبح من الضروري التحرك والعمل على الانتقال إلى عالم يسود فيه استعمال الطاقات المتجددة بشكل كبير .
وأوضحت أن هذه المبادرة تهدف أساسا إلى جمع آراء ساكنة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي زارتها السفينة "راينبوو واريور" حول مختلف القضايا المتعلقة بالبيئة والتي تستأثر باهتمامهم من أجل عرضها أمام أنظار المشاركين وأصحاب القرار في الدورة ال22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب22).
ومن جانبه، قال جوليان غرايصاتي، المسؤول عن الحملات المتوسطية لمنظمة “غرينبيس” بالمنطقة، إن المغرب، الذي يعد رائدا في مجال الطاقات المتجددة، يشكل نموذجا بالعالم العربي وشمال إفريقيا في ما يخص قطاع الطاقات المتجددة.
وأبرز في هذا الصدد، الجهود التي تقوم بها المملكة في ما يخص التحول إلى استعمال الطاقات المتجددة، منها على الخصوص إنشاء مشروع محطتي "نور" لإنتاج الطاقة الشمسية ، الذي يعد من أهم المشاريع في مجال الطاقات المتجددة ، ومشاريع أخرى بمدينة تافراوت التي تحتضن إحدى المشاريع المغربية مائة بالمائة، فضلا عن العمل على سن قوانين تساهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة.
ومن جهة أخرى، اعتبر غرايصاتي أن قمة (كوب22) بمراكش تكتسي أهمية كبرى لأنها تشكل فرصة للضغط على أصحاب القرار من أجل العمل للتوجه نحو الطاقات المتجددة، وتفعيل كل ما تم الالتزام به في (كوب21) بباريس، وكذا لتوضيح ما يتعلق أساسا بجانب التمويل .
وأضاف أن اتفاقية باريس دقت المسمار الأخير في نعش عصر الوقود الأحفوري، مشيرا إلى أن العالم يتجه تدريجيا نحو الاستعمال الأمثل للطاقات المتجددة.
كما أكد غرايصاتي على أهمية الوعي بالإمكانيات الهائلة للطاقة الشمسية التي تزخر بها المنطقة المتوسطية، مضيفا أنها يمكن أن تلبي جميع احتياجات هذه الجهة من العالم من الطاقة، بل وتصدير جزء منها إلى بلدان أخرى.
وقال إنه بات من الضروري لمواجهة آثار التغيرات المناخية، أن يتحول اهتمام المسؤولين وصناع القرار والمهتمين قريبا إلى استعمال الطاقات البديلة وعلى رأسها الطاقة الشمسية.
وفي ما يخص دور الشباب في المحافظة على البيئة، أشار غرايصاتي إلى أن عدد زوار هذه السفينة بميناء مدينة طنجة فاق 3000 زائر، أغلبهم من الشباب وتلاميذ المدارس ، مضيفا أن ذلك يشكل حافزا على العطاء والبذل. كما يبرهن على أن الشباب يهتم بهذا الموضوع الذي يستأثر في السنوات الأخيرة باهتمام العالم، معتبرا أن الشباب هو المرجع في ضمان مستقبل يحترم البيئة.
وقال إن مستقبل الأجيال المقبلة يرتكز على الإجراءات المتخذة في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه خلال جولة هذه السفينة البيئية، تم استقاء العديد من الشهادات التي كشفت أن هناك وعيا حقيقيا بأهمية التحول إلى الطاقة الشمسية وأملا كبيرا في أن تلقى آراؤهم الاهتمام اللازم.
تجدر الإشارة إلى أن محطة الدارالبيضاء ، التي تندرج في إطار مواكبة الحدث الدولي لمؤتمر (كوب22) ، تشكل بالنسبة لسفينة "راينبوو واريور"، التابعة لمنظمة "غرينبيس"، المحطة الأخيرة في جولتها “الشمس تجمعنا” والتي بدأت من لبنان وجابت عددا من البلدان بهدف الترويج للإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .