يُحسب لحزب العدالة والتنمية أنه أول حزب يكشف عن لائحتي النساء والشباب، لكن المفاجأة كانت كبيرة، حيث بينت القراءة الأولية في الاسماء عن سقوط الحزب في الريع في أرقى تجلياته، وممارسة المحسوبية والقرابة الحزبية والعائلية في تحديد طبيعة المرشحات في الانتخابات التشريعية ليوم السابع من أكتوبر المقبل. ففي اللائحة تظهر أسماء بثينة القروري، الرئيسة السابقة لمنتدى الزهراء وزوجة عبد العالي حامي الدين، القيادي في الحزب، تحتل الرتبة الثانية أي ضامنة لمقعد برلماني، حتى يتم اكتمال العائلة البرلمانية إلى جنب زوجها، وفي المرتبة الثالثة مونية أفتاتي زوجة عبد العزيز أفتاتي، البرلماني المشاغب، الذي لم يتم ترشيحه لاعتبارات تهم المشاكل التي خلقها للحزب، كما توجد ضمن اللائحة شقيقة الحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت.
هذه التركيبة توضح خرافة الديمقراطية الداخلية التي ظل يتبجح بها حزب العدالة والتنمية، حيث يعيش رهينا للريع الذي يمارسه القادة من خلال ترشيح الأخوات والزوجات وداخل اللائحة قد تختبئ بعض العلاقات من التي أصبحت معروفة هذه الأيام لدى الحزب.
كيف يعقل أن يتم ترشيح المقربات من القيادة واللواتي من العائلة في حين يضم الحزب مئات المناضلات، اللواتي يعتبرن حطب النضال القاعدي والدعاية الحزبية والعمل الميداني، بينما اللواتي يستفدن هن المقربات والمحظيات.
اللائحة في عمومها تبين أن الذي تحكم في إنجازها هو المحسوبية والزبونية والقرابة وليس الانتخاب الديمقراطي كما تقتضي ذلك الأعراف، وبهذا تكون ورقت التوت قد سقطت عن سوءة الحزب الإسلامي.