قرر ممثل النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمكناس أمس الخميس 27 غشت الجاري، متابعة ابن النادي المكناسي لكرة اليد ومدرب السباحة بمسبح النادي المكناسي الكوديم، في حالة اعتقال وإحالته على قاضي التحقيق وفق التهم المنسوبة إليه في فاجعة غرق يافعين من أبناء النادي في رياضة الغطس: المهدي وأناس، خلال الاثنين الأسود حينما ابتلعتهما بالوعة أحد أحواض السباحة بعد فتح فوهتها من طرف أحدهما ومحاولة الأخر إنقاذه..
المعتقل الوحيد في الفاجعة
وكان الحادث المأساوي خلق ردود فعل قوية ومتباينة داخل أوساط الرأي العام المكناسي، لاسيما بعد اعتقال متهم وحيد هو "المهدي زهوط" معلم السباحة، تحت مبرر أنه هو من أمر الضحية بالغطس لفتح فوهة البالوعة، وبشهادة بعض المراهقين الذين عاشوا الواقعة.
فوهة المسبح التي ابتلعت اليافعين في رمسة عين
في حين تطالب أصوات كثيرة ومتعددة بمكناس بضرورة استدعاء المسؤولين عن المسبح ومحاسبة ومتابعة المتورطين، الذين يتحملون حسب ذات المصادر مسؤولية كبيرة حددوها في عدم توفر شروط السلامة داخل المسبح، وافتقاد قنوات تصريف المياه إلى شبابيك واقية تمنع مرور الأجسام الكبيرة.
والدة احد الضحايا تبكي بحرقة فراق فلذة كبدها
كما قوبل اعتقال المهدي بحملة تضامن واسعة على فضاء التواصل الاجتماعي الفايسبوك من خلال عدة صفحات أحدثت لهذا الغرض، الهدف منها رفض تقديم معلم السباحة المهدي كقربان وكبش فداء في الفاجعة، مطالبين بفتح تحقيق نزيه لوضع اليد على كل المتورطين والمسؤولين في فقدان شابين يافعين من خيرة رياضيي مكناس والمغرب في رياضة الغطس.
ويعتبر مهدي زهوط كبش فداء الذي سيتم مسح فيه 98 في المائة من الأخطاء المرتكبة من طرف المكتب المسير للنادي. فهو ليس مسؤولا عن السلامة أثناء تصريف مياه الأحواض، أو عن معاييرها التي اتضح أنها ضعيفة للغاية، كما أكد لنا أن شقيقه لم يأمر الشاب "المهدي" بفتح قناة الصرف، فكيف له أن يكون مسؤولا عن مسبح وهو لا يشتغل فيه سوى خلال فترة الصيف، بعدما قضى سنوات طوال في تعلم السباحة بالنادي منذ نعومة أظافره، قبل أن يغبر اهتمامه لكرة اليد التي يمارسها رفقة النادي المكناسي منذ سنوات.
احد الضحايا
وطالب رواد الفايسبوك بضرورة تحميل كل المسؤولية إلى المكتب المسير، وأن معلم السباحة المهدي ليس سوى الحلقة الأضعف، وأنه لا يتحمل مسؤوليه أرواح في وقت لا يتمتع بأي حق من حقوقه داخل المسبح، مضيفا أنه أب لتوأم عمرهما خمسة أشهر، وأن التضحية به ستكون بمثابة إجهاز على أسرة بكاملها.
لكن الغريب أن المكتب قام بتوظيف المهدي بدون شهادة معلم سباحة، وكشفت مصادر من عين المكان أن المكتب لم يكن يوظف الكثير من معلمي السباحة الحائزين على شواهد، لعدم دفع الأجور التي يستحقونها.
المسبح مداخليه بالملايين وحالته يرثى لها
ومن جهته، أعلن مسؤول بالنادي المكناسي لكرة اليد أن النادي بجميع مكوناته وفئاته يعلنون تضامنهم لامشروط مع المتهم المهدي، ومستعدون للاعتقال بدورهم أسوة بزميلهم، حتى تظهر الحقيقة جلية، و يتم استدعاء ومحاسبة باقي المتورطين والمسؤولين في الفاجعة، رافضين تطبيق مقولة "طاحت الصمعة، علقوا الحجام" على المتهم الوحيد، المهدي زهوط.
الضحية الثاني في الفاجعة
والجدير بالذكر أن المهدي معلم السباحة المعتقل، يعمل بهذه الصفة خلال فصل الصيف فقط بمبلغ زهيد جدا "30 درهما" لليوم، ليصارع قساوة الزمن.