أوردت مصادر طبية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخاصة من مدين روتشيستر حيث تقع مصحة " Mayo Clinic" بولاية مينيسوتا، التي توفي بها محمد عبد العزيز، يوم 31 ماي المنصرم، أن زعيم الانفصاليين عاش أياما عصيبة قبل ان يسلم الروح إلى باريها.. واضافت ذات المصادر، ان المراكشي عاش عذابا اليما داخل المصحة بسبب الآلام التي كان يعاني منها جراء السرطان الذي نخر رئتيه ولم يبق على أي قطعة لحم صحيحة بها.
وقالت ذات المصادر إن عبد العزيز مات موتة جد مؤلمة وأنه كان يستجدي الممرضات لتخديره بجرعات مرتفعة المفعول، لكي يغيب عن الوعي حتى لا يشعر بالآلام القوية التي كانت تنتابه باستمرار..
وقالت المصادر أن المراكشي كان يبكي حين يحس بالألم القاسي ويقول أن "نارا تلتهب في صدري"، وكان يردد كثيرا عبارات :"أريد ان أموت..أريد ان اموت.الموت أهون من هذا العذاب..".
وحكت ممرضات لازمن المراكشي لمدد طويلة أنه كان يطلب جرعات تخدير قوية حتى لا يتأثر بالألم، الذي لازمه طوال مدة تفوق 20 يوما قبل أن يبلغ المرض منه أشده ليفارق الحياة يوم 31 ماي المنصرم وسط تكتم من طرف المخابرات الجزائرية، التي لم تفصح عن مكان موته..
وأضافت المصادر أن وفودا كانت تزوره، غالبا ما كان أفرادها يضعون اقنعة على وجههم، ولم تستبعد ذات المصادر ان تكون تابعة للمخابرات الجزائرية.. ورجحت ذات المصادر ان تكون عناصر المخابرات الجزائرية، استغلت مطالبة عبد العزيز المراكشي للممرضات بحقنه بمخدر قوي حتى لا يحس بآلامه، لتقوم بحقنه مادة سامة عجلت بموته قبل ان يتم نقله على عجل إلى مخيمات تندوف لدفنه ..
ومما قوى فرضية، الاغتيال هذه، تضيف ذات المصادر، هو ما أسرّ به محمد عبد العزيز المراكشي للأطباء وبعض أقاربه حول ندمه على مجاراة الجزائر والتعاون معها لمدة تقارب نصف قرن ضد بلده المغرب..
كما تأسف المراكشي عن تواطئه خلال ذات المدة مع الجزائر في مخطط عدائها ضد المغرب، معلنا عن رغبته في ان يدفن ببئر لحلو في المنطقة العازلة، لأنه يشعر ان وطنه هو المغرب وليس تندوف، وهو ما أغضب المخابرات الجزائرية التي رأت في ذلك تراجعا لزعيم الانفصاليين عن مواقفه المعارضة للمغرب ولوحدته الترابية كما ان هذه التصريحات التي اسر بها عبد العزيز قبل موته قد يكون لها تأثير على المقربين منه داخل الجبهة مما سيقلب على الجزائر الطاولة ويفشل مخططاتها الرهيبة ضد وحدة المغرب..
وكان المراكشي، قد أفصح قبل وفاته لمقربين منه أنه خلص إلى أن قناعاته الشخصية اكل "عفا عنها الزمن" وأن نزاع الصحراء "لا فائدة منه"، وذلك حسب ما أورده الموقع الامريكي "usnews.com" استنادا إلى الموقع الإسباني lainformacion.com..
كما عبّر زعيم الانفصاليين، يضيف ذات الموقع، عن ندمه على تحالفه مع الجزائر، وكذا إحساسه بالذنب جراء ما اقترفه في حق المغرب بسبب هذا النزاع المفتعل.
يذكر أن عبد العزيز المراكشي قضى جزءا كبيرا من حياته في مخيمات تندوف إلى جانب الآلاف من المحتجزين، وتكفّلت الجزائر بتوفير الدبابات والأكل وجوازات السفر وملايين الدولارات لجبهة البوليساريو طيلة أربعة عقود.
وخلال الشهور الأولى من هذه السنة، توصّل عبد العزيز المراكشي بخطاب كتابي من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس جبهة البوليساريو، وهو الخطاب الذي جاء فيه "لن تذّخر الجزائر جهدا لتقديم الدعم لمقترح الأمين العام الأممي لإعادة إحياء المفاوضات بين المغرب والبوليساريو". ولد عبد العزيز المراكشي بمدينة مراكش، وكان والده، خليل بن محمد البشير الركيبي، جنديا بالقوات المسلحة الملكية وهو عضو بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية(كوركاس).
وبعد وفاته، أعلنت جبهة البوليساريو عن الحداد لمدة أربعين يوما، فيما اعلن بوتفليقة عن حداد وطني بالجزائر لمدة 8 أيام، فيما سيتم تنصيب زعيم جديد للجبهة من طرف حكام الجزائر، تحت غطاء انتخابات من المتوقع أن تعرف تقدم شخص واحد بترشحه لخلافة الزعيم "النادم".