لا يختلف اثنان في كون لقطات التقبيل والعناق في السينما والتلفزيون المغربي كانت و لا تزال تثير حرجا كبيرا وسط جل العائلات المغربية، تماما كما هو الشأن بالنسبة للباس الفتيات القصير من تنورات أو مايوهات، المغاربة "جبلو على الحشمة ولن تتغير نظرتهم للأمر إلا بتغير الأشخاص ومرور وقت طويل مهما حاول البعض استباق الزمن وفرض التحرر على اسر وعائلات ضاربة تقاليدها في عمق التاريخ.
مناسبة هذا الحديث هو ما قامت به الممثلة المبتدئة فاطم العياشي، المعروفة بأدوارها الجريئة، وبتخطيها للخطوط الحمراء، عندما التقطت صورا بمطرح للنفايات للرد على الداعين إلى فن نظيف وكأنها بذلك تتساءل عن المعنى الحقيقي للنظافة و ماهي حدودها، أو بمعنى آخر متى تنتهي النقاوة ويبدأ المسخ والوسخ؟ وهل يعتبر التقاط صور في مطرح للنفايات فنا أم عفنا؟
أسئلة مشروعة وطريقة طرحها ذكية وفيها إبداع، والصورة ستبقى موشومة في ذهن العديد من المتتبعين، تماما كما سيظل فيلم موشومة راسخا في ذهن كل من أراد أن يتبنى فكر فاطم العياشي، المغاربة يعرفون الجنس و يعرفون كيف يمارسونه وهم ليسو بحاجة لمن يعلمهم أصوله على شاشاتهم، بل على العكس يريدون إزالة هذه الصور من أطباقهم الفرجوية للحفاظ على حميميتها، هذا هو السبب!
وهذه هي حدود النظافة، النظافة بمعنى التطهير، تماما كما يتم تطهير المياه العادمة، مياه الواد الحار لاعادة استعمالها فالكل يعلم أصل الشوائب التي تلوث المياه، طبيعتها ومصدرها، ولكن لا احد يريد استعمالها للسقي أو الاستهلاك مالم تطهّر.
المسألة إذن ليست مسألة تزمت أو تحفظ ولا تشدد، هي بكل بساطة حميمية أريد لها أن تبقى حبيسة جدران غرف النوم، لأن الإخفاء و الستر يزيد من متعة العلاقات الطبيعية غير الشاذة.