دعت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا ومفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة من أجل الدفاع والذود عن حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومات. وأضاف المسؤولان الأمميان، في رسالة مشتركة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفى به غدا الثلاثاء تحت شعار " الوصول إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية - هذا حقك !" أن هذا الأمر يعد ركنا أساسيا من أركان صون حقوق الإنسان وكرامته، وتحقيف التنمية المستدامة وإحلال السلام الدائم والشامل.
وأشارا إلى أنه احتفالا بهاتين المناسبتين، سيركز اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام على أهمية الصحافة الحرة والمستقلة بالنسبة للمساعي الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ويشمل ذلك ضمان سلامة الصحفيين في هذه الأوقات العصبية التي تتوالى فيها الفواجع التي تصيب العاملين في مجال الإعلام، إذ يقتل أحدهم كل خمسة أيام، مضيفين أن " هذا أمر لايطاق ولايحتمل ، ولا يسعنا السكوت والتغاضي عنه ".
وأكدا أن اليونسكو تعمل مع الحكومات في جميع أرجاء العالم من أجل تهيئة أجواء آمنة ملؤها حرية الصحفيين وسائر العاملين في مجال الإعلام أينما كانوا، مسترشدة في مسعاها هذا بخطة عمل الأممالمتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب.
وذكرت بوكوفا والحسين أن الوصول إلى المعلومات حرية من الحريات الأساسية وحق من حقوق الإنسان، فهو جزء لايتجزأ من الحق في حرية الرأي والتعبير، مشيرين إلى أنه لولا حرية تلقي المعلومات ونشرها، بوسائل شتى شبكية وغير شبكية، لانهار صرح الديموقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون. وأشارا إلى أن قادة العالم اتفقوا في العام الماضي على خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من أجل توجيه كل المساعي والجهود خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة نحو القضاء على الفقر وحماية الكوكب، وتحقيق الازدهار وتعميم الرخاء، وإحلال السلام الدائم في العالم ، مؤكدين أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 تتضمن غاية خاصة بضمان وصول الجمهور إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية، فهما عنصران مترابطان يندرجان في عداد العوامل الرئيسية المساعدة على تحقيق سائر أهداف التنمية المستدامة.
وأبرز المسؤولان الأمميان أن الحاجة إلى المعلومات الجيدة باتت أشد مما كانت عليه في أي وقت مضى في ظل الاضطرابات والتغيرات التي تعصف بجميع أرجاء العالم في الوقت الحاضر ، وفي ظل المصاعب الناجمة عنها التي يتطلب تذليلها والتغلب عليها تآزر جميع أمم الأرض وتكاثفها، ويقتضي توفير هذه المعلومات الجيدة تهيئة ظروف مواتية لحرية الصحافة ووضع قوانين ضامنة لحق الشعوب في المعرفة.
وذكرت السيدة بوكوفا والحسين أنه مضى على سن أول قانون لحرية الإعلام في العالم مئتان وخمسون عاما، وكان ذلك في دولتي السويد وفلندا الحاليتين، مشيرين إلى أن سن هذا القانون كان إنجازا تاريخيا آنذاك، ومازال مصدر إلهام حتى الآن، إذ يتزايد عدد الدول التي تقوم حكوماتها باعتماد قوانين تكفل وصول الجمهور إلى المعلومات. وذكرا أيضا أنه مضى على اعتماد " إعلان ويندهوك للنهوض بصحافة مستقلة وتعددية في أفريقيا" خمسة وعشرون عاما، وكان ذلك في دولة ناميبيا المستقلة حديثا آنذاك، ومهد اعتماده الطريق لإعلان الأممالمتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة.