اعتبرت وزيرة المرأة البيروفية، مارسيلا هوايتا أن المغرب يعد نموذجا يحتذى به في مجال تمكين المرأة وتعزيز حضورها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا الصدد قالت هوايتا، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه خلال مرحلة الإعداد للمنتدى الدولي للقيادات النسائية في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية الذي انعقد في العاصمة البيروفية ليما في أبريل سنة 2014، عاينت عن قرب وكانت شاهدة على الانفتاح الكبير الذي تعيشه النساء المغربيات اللواتي أصبحن يمثلن بلدهن في مختلف المحافل الدولية أو كسفيرات للمملكة في العديد من البلدان وهو ما يعكس، برأيها، وجود رهان قوي منذ سنوات من أجل النهوض بوضعية المرأة المغربية وتعزيز حقوقها.
ولأجل تمتين التعاون بين البيرو والمغرب لتحقيق التنمية لفائدة المرأة تشدد الوزيرة البيروفية على ضرورة تقاسم التجارب والخبرات في هذا المجال، مبرزة أن الجانب الثقافي يشكل محورا أساسيا في هذا الشأن خاصة وأن التاريخ أثبت أن المرأة العربية تركت بصماتها واضحة في البيرو من كثير من المجالات وذلك بفضل الحضارة الأندلسية التي وصلت إلى أمريكا الجنوبية عن طريق الغزو الإسباني.
وفي تقدير المسؤولة البيروفية فإن "المرأة المغربية تعتبر امرأة قوية لا تعوزها رباطة الجأش كما أنها دائمة الإصرار على المضي قدما لرفع جميع التحديات مع المحافظة على الروابط الأسرية بالإضافة إلى كونها تمثل بشكل جيد مجتمعها المغربي".
وأضافت أن تبادل التجارب في ما يخص التمكين الاقتصادي للمرأة أمر مهم للغاية، مشيرة إلى أنه يتعين فتح المجال للاستفادة من تجربة المغرب والبيرو في ريادة النساء للأعمال مما سيشكل فرصة أمام البلدين لتعزيز تعاونهما الواعد خلال السنوات المقبلة، معربة عن أملها في أن يتم عقد لقاء جديد للمنتدى الدولي للقيادات النسائية في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
و ذكرت هوايتا بأن منتدى 2014 شكل فرصة سمحت بتقريب وجهات النظر والاطلاع على واقع المرأة في المنطقة العربية ومسلسل النهوض بأوضاعها ببلدان أمريكا اللاتينية، موضحة أنه تم استعراض التجارب والممارسات الوطنية المتعلقة بسبل تذليل الصعاب التي تواجه تقدم المرأة العربية واللاتينية والجهود المبذولة للارتقاء بمكانتها لاسيما في مجالات المشاركة السياسية والتمكين الاقتصادي.
واعتبرت أنه خلال هذا المنتدى الذي عرف مشاركة قوية لنحو 400 شخصية نسائية مثلن مختلف الحكومات والقطاعات تمت الاستفادة بشكل كبير من التجارب المرتبطة بعمل المرأة في مجال المجتمع المدني من خلال السياسيات الطموحة التي تم اعتمادها في بعض الدول العربية كما أن سبل التوفيق بين عمل المرأة خارج البيت ورهانات المحافظة على نواة الأسرة كانت من بين أهم المحاور التي دارت حولها نقاشات مهمة خلال المنتدى.
و حسب الوزيرة البيروفية فإن سياسة بلادها في مجال النهوض بالمرأة وتعزيز حقوقها تقوم على العديد من المحاور يتمثل أبرزها في المشاركة السياسية للمرأة في البيروفية وتمكينها من صنع القرار سواء على مستوى المؤسسة التشريعية أو الحكومة المركزية أو على المستوى الجهوي، موضحة أنه تمت المصادقة مؤخرا على قانون جديد يسمح بتعزيز أكبر للمرأة في الحقل السياسي.
وأبرزت أن محاربة العنف ضد النساء في البيرو بمختلف تجلياته وأشكاله سواء تعلق الأمر بالعنف الأسري أو العنف في الأماكن العمومية أو في المدارس يعد حلقة أساسية ضمن مسلسل تعزيز حقوق المرأة في هذا البلد الجنوب أمريكي.
وأشارت إلى أن ذلك يتم بمساهمة جميع الفعاليات من المجتمع المدني وحتى المقاولات البيروفية التي تواكب بدورها سياسة محاربة العنف ضد النساء وقد تم مؤخرا منح جوائز لتكريم هذه المقاولات التي تسعى إلى تعزيز سياسات تروم محاربة العنف ضد النساء بفضاءاتها وتقوم باتخاذ القرارات المناسبة في حال حدوثه.
كما أن سياسة الحكومة البيروفية في مجال المرأة، تضيف الوزيرة، ترتكز أيضا على النهوض بأوضاعها الاقتصادية وتحسين دخلها ومواكبة مبادراتها في ريادة الأعمال وقد تمت الاستفادة في هذا السياق من تجارب دول أخرى.
وعلى الرغم من أن البيرو حققت تقدما كبيرا في مجال تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا غير أن هناك مشاكل مازالت تواجه المرأة ومن بينها ظاهرة الحمل المبكر التي تنتشر في كثير من بلدان أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى اشتغال النساء البيروفيات داخل البيت لساعات تصل في معدلها إلى 39 ساعة في الأسبوع بينما لا تتجاوز مساهمة الرجال في الأعمال المنزلية في أقصى الحالات 17 ساعة أسبوعيا.
وخلصت مارسيلا هوايتا إلى أنه يتعين أن يكون هناك تعاون أكبر من قبل الرجال في الاهتمام بشؤون الأبناء و الأشخاص المسنين أو ذوى الاحتياجات الخاصة وقد تم وضع العديد من البرامج الحكومية في هذا الشأن لمساعدة المرأة على تحسين أوضاعها الاقتصادية وجودة حياتها الأسرية.