أكد روبرت هولي، الدبلوماسي الأمريكي السابق، أمس الجمعة، أن التصريحات والتصرفات التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء تهدف إلى "تقويض" الجهود المبذولة، طيلة سنوات، من قبل المغرب وباقي المتدخلين من أجل التوصل إلى "تسوية سياسية" لحل النزاع. واعتبر هولي في مقال نشر على الموقع الإلكتروني (موروكو أون ذو موف.كوم) أن "الأمر يتعلق بكل وضوح بمحاولة متعمدة لتقويض العمل الجاد والمضني الذي تم بذله، منذ سنوات، من قبل المغرب وباقي المتدخلين بهدف إرساء توافق حول ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية " بشأن قضية الصحراء.
كما أبرز الدبلوماسي الأمريكي السابق أنه من خلال تصريحاته وأفعاله يكون بان كي مون قد ألحق ضررا بالتوافق الدولي القائم حول هذه المشكلة، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بتصرفه هذا "قد يكون نسف أي أفق للتوصل إلى حل للنزاع خلال الفترة المتبقية من ولايته".
وأشار هولي إلى أنه بإشارته إلى ''الاستفتاء''، التصور الذي أصبح متجاوزا وتخلى عنه مجلس الأمن منذ سنة 2004، يكون المسؤول الأممي "قد تحدى علنا الرغبة الواضحة لدعم الحل السياسي التي يعبر عنها مجلس الأمن مع كل تجديد لولاية المينورسو منذ 2003".
وأبرز أن مواقف بان كي مون، التي تفتقر إلى الدبلوماسية والحيادية والموضوعية، تثير تساؤلات بشأن مهمته كرئيس للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن جوهر مهمة الأمين العام الأممي تتمثل في البحث عن التوافق وليس الانسياق وراء التحيز والانحياز.
وندد الدبلوماسي الأمريكي السابق أيضا بالمحاولات الحثيثة للجزائر و(البوليساريو) الرامية إلى خلط الأوراق والتسبب في أزمة مع اقتراب موعد تجديد ولاية المينورسو.
وكانت الحكومة المغربية قد عبرت، الأسبوع الماضي، عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول قضية الصحراء المغربية، مؤكدة أنها "تسجل باندهاش كبير الانزلاقات اللفظية وفرض الأمر الواقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي السيد بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة".