وكالات جددت فرنسا أول أمس الأربعاء، دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب من أجل تسوية قضية الصحراء. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال في لقاء مع الصحافة إن « مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 ، يشكل بالنسبة لفرنسا قاعدة جدية تحظى بالمصداقية، من أجل التوصل إلى حل متفاوض بشأنه» لقضية الصحراء. وأكد أن «موقف فرنسا بشأن قضية الصحراء معروف ولم يتغير» مشيرا إلى «أن باريس تؤيد البحث عن حل عادل، دائم ومقبول من الأطراف تحت رعاية الأممالمتحدة». وأضاف رومان نادال «إن قضية الصحراء هي موضوع وساطة للأمم المتحدة تدعمها فرنسا في إطار المعايير المحددة من قبل مجلس الأمن.» يشار إلى أن الحكومة المغربية، أعربت الثلاثاء عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بخصوص قضية الصحراء، أدلى بها خلال زيارته للمنطقة، معتبرة أن «هذا الأخير تخلى عن حياده وموضوعيته وعن عدم انحيازه، وعبر بشكل صريح عن تساهل مدان مع دولة وهمية تفتقد لكل المقومات، بدون تراب ولا ساكنة ولا علم معترف به». واعتبر بيان للحكومة المغربية إن « تجاوزات» بان كي مون وهي أبعد ما يكون عن تحقيق الهدف الذي أعلنه خلال هذه الزيارة والمتمثل في إحياء المفاوضات السياسية، تهدد بتقويض هذه المفاوضات . وفي الرياض أكد وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ،أول أمس الأربعاء دعمهم لمبادرة الحكم الذاتي «الجدية وذات المصداقية التي تقدمت بها المملكة المغربية كأساس لأي حل تفاوضي لإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية». جاء ذلك في بيان صدر في ختام الاجتماع المشترك للمجلس الوزاري الخليجي مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني والمفتش العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربي . من جهته قال السفير الأمريكي السابق، إدوارد غابرييل، إن النزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول قضية الصحراء تعتبر «مثيرة للقلق» و»غير محسوبة»، وتكشف عن «عدم دراية» كافية بخصوصية النزاع. وأبرز غابرييل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن «هذه التصريحات، التي أقل ما يقال عنها أنها غير محسوبة، توجه ضربة قوية لجهود المجموعة الدولية للتوصل إلى تسوية سلمية لنزاع الصحراء». واعتبر أن الأمر يتعلق بتصريحات «غير مفهومة» و»مسيئة»، مضيفا أن هذا النوع من السلوكات لا يليق بمنظمة دولية مثل الأممالمتحدة، ويمس بمصداقية الأمانة العامة. واستغرب الدبلوماسي الأمريكي السابق التزام بان كي مون الصمت إزاء الاختلاسات الواسعة النطاق، من قبل قادة «البوليساريو»، للمساعدات الإنسانية الموجهة للسكان الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، بتواطؤ مع النظام الجزائري. كما ندد غابرييل بالدعوة التي وجهها المسؤول الأممي من أجل تنظيم مؤتمر لمانحي المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين في مخيمات تندوف، وهي الدعوة التي تجاهلت إثارة قضية الإحصاء، التي طالما طالبت بها الأممالمتحدة، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.