قال المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس ، شارل سان برو، ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انخرط في مناورة غريبة ، منتهكا بذلك المعايير والشروط الضرورية لمفاوضات تروم التوصل إلى تسوية سياسية نهائية لقضية الصحراء المغربية. وأضاف شارل سان برو ردا على تصريحات الأمين العام الأممي حول الصحراء خلال جولته بالمنطقة، أنه يبدو أن بان كي مون "تم استدراجه من قبل الطرف الجزائري" ، مشيرا إلى أن الأمر "يكتسي بطبيعة الحال خطورة كبيرة لكون هذه التصريحات تمس بمصداقية مهمته".
وأكد أن الأمين العام الاممي الذي يشرف على نهاية ولايته، دون أن يترك وراءه أي ذكرى، لجأ إلى مناورة غريبة خارقا بذلك المعايير والشروط الضرورية لمفاوضات تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء، مبرزا أن بان كي مون اصطف تقريبا إلى جانب الطرف الجزائري، والانفصاليين في انتهاك صارخ لمهمته.
وقال الجامعي الفرنسي إن بان كي مون يقوض بهذا الانزلاق، دور الأمانة العام للأمم المتحدة باعتباره وسيطا ومسهلا لعملية السلام، بل أكثر من ذلك ، تعمد إغماض عينيه عن المشاكل الحقيقية ، المتمثلة أساسا في دور الجزائر في النزاع، وخروقات حقوق الإنسان التي يقع ضحيتها المحتجزون بالمخيمات الموجودة على التراب الجزائري، فضلا عن الفساد الذي كشفه الاتحاد الأروبي والمتمثل في اختلاس المساعدات الإنسانية .
وذكر في هذا الصدد بأن النزاع المفتعل حول الصحراء استمر بالنظر إلى عناد الجزائر الطرف الذي اختلقه، مشيرا إلى أن تمديد عمر النزاع، يفتح الطريق لزعزعة استقرار المنطقة ، ويسهل التقارب بين البوليساريو والتنظيمات الإرهابية، وتجار المخدرات.
وكانت حكومة المملكة المغربية، قد عبرت أمس الثلاثاء، عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول قضية الصحراء المغربية.
وأكدت الحكومة المغربية، في بلاغ، أنها تسجل باندهاش كبير "الانزلاقات اللفظية وفرض الأمر الواقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة".
كما أكدت الحكومة أن "تصريحات الأمين العام حول قضية الصحراء المغربية غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن"، مضيفة أن هذه الانزلاقات تهدد بتقويض إحياء المفاوضات السياسية، على بعد بضعة أشهر من انتهاء ولاية بان كي مون.