اعتبر الأستاذ الجامعي الفرنسي من أصل مغربي، عبد الرحيم النحناحي، أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحراء المغربية ،تشكل خطأ سياسيا ودبلوماسيا ،يمس بشكل خطير بمصداقية مهمته، ويبرهن على عدم قدرته على القيام بها. وأضاف النحناحي أستاذ القانون العام بجامعة بوردو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن الزيارة الاخيرة للامين العام الاممي للمنطقة ، تنم عن فشل بان كي مون في مهمته المتمثلة في التوصل الى حل متفاوض بشأنه، لقضية الصحراء، طبقا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن منذ 2007 ، مؤكدا أن الامين العام الاممي باستعماله لعبارة "احتلال" في حديثه عن الصحراء المغربية ، يكون قد تجاوز الصلاحيات المخولة له، وافتقد بشكل واضح لواجب الحياد، كما حاد عن التصرف وفقا لقرارات مجلس الأمن التي تنص بشكل واضح على حل متفاوض بشأنه للنزاع.
واكد أن بان كي مون يكون بهذه التصريحات التي تأتي قبل انتهاء مهامه ببضعة اشهر ، قد انحاز الى اطروحات الانفصاليين ،والى محتضنتهم الجزائر.
وقال ان الامين العام الاممي تعمد خلال زيارته للمنطقة اغماض عينيه عن الوضعية المأساوية التي يعيشها الصحراويون بمخيمات تندوف في خرق سافر لحقوق الانسان ، مشيرا في هذا الصدد الى ان عدم تمكن المفوضية العليا للاجئين من اجراء احصاء لسكان هذه المخميات، يجد تفسيره في حاجة قادة البوليساريو الى تضخيم عدد الاشخاص المعنيين بهدف طلب مساعدات انسانية كبيرة، يتم اختلاس جزء هام منها من قبل المستفيدين من الوضع، وهو الامر الذي فضحته عدة منظمات غير حكومية وهيئات دولية.
وتساءل الجامعي الفرنسي عن سر تغاضي بان كي مون عن ظروف عيش اللاجئين الصحراويين بمخيمات العار ،الذين التحق غالبيتهم بأرض الوطن ، والذين يخضعون للاحتجاز، ويتم استغلالهم كأصل تجاري في انتهاك صارخ لحقوق الانسان الأساسية .
وخلص الى القول ان وضعية الاحباط التي يعيشها الصحراويون المحتجزون بالمخيمات ،وتفكك جبهة البوليساريو، ادى الى انتشار الاتجار المحظور بشتى أنواعه بالمطقة ، والى انزلاق خطير نحو التطرف والارهاب ، مشددا في هذا السياق على انه يتعين على الامين العام الاممي ان يدرك ايضا ان هذه الوضعية تشكل تهديدا جديا لاستقرار هذه المنطقة الاستراتيجية الأورو مغاربية، برمتها.
وسجل انه اذا كان مخطط الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية يحظى اليوم بدعم وانخراط من قبل المجتمع الدولي، فلأنه يفرض نفسه كحل وحيد ومنطقي وشرعي لهذا النزاع المفتعل.
وكانت الحكومة المغربية قد أعلنت قبل يومين في بلاغ لها، عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول قضية الصحراء المغربية ، مسجلة "باندهاش كبير الانزلاقات اللفظية وفرض الأمر الواقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الاممي السيد بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة".
يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء "الغربية" هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.