لا تزال فضيحة التجسس على المغرب، بمقر الأممالمتحدةبنيويورك، من طرف صحافي معروف بعدائه للوحدة الترابية للمملكة، تثير اهتمام الاعلام الوطني والدولي، وذلك بعد أن فضحت كاميرات المراقبة المثبتة في بناية مقر الأممالمتحدةبنيويورك خيوط هذه العملية، بعد أن رصدت تحركات مريبة لهذا الصحافي المعروف بتبنيه للأطروح الانفصالية في الصحراء، إذ تبين بعد إعادة فحص الأشرطة الأمنية أنه كان يسجل اجتماعات سرية وينقلها لأعضاء من تمثيلية بوليساريو. وقالت يومية الصباح، التي أوردت الخبر في عدد اليوم الثلاثاء، إن الأمانة العامة للأمم المتحدة، لم تجد لتطويق فضيحة ديبلوماسية من العيار الثقيل، غير الإسراع باتخاذ قرار تعليق رخصة الصحافي "ماتيو لي"، بداعي قيامه بسلوكات تخرق مقتضيات قواعد العمل الصحافي داخل الأممالمتحدة، دون إصدار الأمر بإجراء تحقيق في الواقعة التي تؤكد شكوك المغرب في وجود مؤامرة تحاك ضد الوحدة الترابية للمملكة في كواليس المنتظم الدولي.
وكشفت اليومية أن كريستينا غالاش، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون التواصل والإعلام، طلبت من الصحافي المعروف بعلاقته الوثيقة مع المدعو "أحمد بخاري" ممثل بوليساريو في الأممالمتحدة، إرجاع بطاقة اعتماد الصحافي المقيم وإخلاء المكتب الذي كان يشغله.
وبينت التسجيلات، حسب ذات اليومية، كيف أن ماتيو لي تسلل في 29 من الشهر الماضي، خفية إلى قاعة اجتماع داخلي لجمعية المكلفين بالتواصل في الوفود الرسمية للدول الأعضاء، حيث أختبأ في غرفة مظلمة مخصصة للترجمة، ومن خلال نافذة شرع في تسجيل النقاشات الداخلية عبر كاميرا هاتفه المحمول.
وقالت الصحيفة إن مصادر ديبلوماسية استغربت من عدم متابعة الصحافي، الذي اكتشف أمره صدفة من قبل أحد المكلفين بالأمن وهو يقوم بجولة اعتيادية تزامنا مع اجتماع جمعية إعلامي الوفود الرسمية، إذ تم طرده بعد نصف ساعة من الجدل مع الناطقين باسم الأممالمتحدة، ستيفان بوجارك وفرحان حق، وعناصر أمن المنظمة.
من جهتها، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون التواصل والإعلام، حسب يومية الصباح، أن افتحاص الوقائع يؤكد قيام ماتيو لي بأفعال تعتبر انتهاكا لقوانين إدارة الإعلام بالأممالمتحدة التي ينبغي على الصحافيين التقيد بها داخل مقر المنظمة.
ولم تستبعد مصادر اليومية أن يكون الجاسوس تلقى مساعدة من موظفين أمميين، على اعتبار أن المعني بالأمر اشتغل لسنوات عديدة في الأممالمتحدة قبل افتضاح أمره، وهو ما يدعو إلى التشكبك في فعالية مكتب الأخلاقيات داخل المنظمة، والذي يهدف إلى سيادة الاستقلالية عن الإدارة وعن جميع مكاتب الأممالمتحدة الأخرى، والحياد في التعامل مع الأفراد، بالإضافة إلى السرية في المحافظة على المعلومات التي يعهد بها إلى الموظفين.
يشار إلى أن مكتب الأخلاقيات أحدِث لمساعدة الأمين العام على ضمان التزام جميع الموظفين بأداء واجباتهم على نحو يتسق مع أعلى معايير النزاهة وفقا لما يتطلبه ميثاق الأممالمتحدة، على أن يقدم الخدمة ذاتها إلى كل مراكز العمل في نيويورك وجنيف وفيينا ونيروبي، وجميع اللجان الإقليمية، وعمليات حفظ السلام، والبعثات السياسية الخاصة، مع توفير بيئة محاطة بالأمان والسرية.
ويتضح من خلال هده الفضيحة أن انفصاليي البوليساريو واسيادهم في الجزائر يفتقرون إلى الحس الاخلاقي ولا يتورعون في استعمال كافة الوسائل والطرق غير المشروعة لعرقلة الجهود التي يقوم بها المنتظم الدولي، في إطار مؤسسة الاممالمتحدة، لحل التزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ولم يكن الصحافي الاسباني "ماتيو لي" سوى أداة في يد المخابرات الجزائرية التي تحاول شراء الذمم باستغلال ريع النفط الذي بدأت عائداته تنضب مما جعل المسؤولين الجزائريين يسابقون الزمن قبل ان تجرفهم سيول الغضب الشعبي في الجزائر التي ستعصف بهم لا محالة في القريب من الايام..