وصل إلى علمنا قبل قليل خبر وفاة الكاتبة والباحثة المغربية المتميزة فاطمة المرنيسي وذلك عن عمر يناهز 75 سنة.. وفاة الراحلة لم يتم الاعلان عنه بعد، كما ان مصادرنا لم تكشف عن اسباب الوفاة ومكانها ..
ولدت المرنيسي عام 1940 في مدينة فاس بالمغرب ونشأت في بيئة اسلامية مؤمنة، فتعلمت وحصلت على عدة شهادات اكاديمية، وعملت في جامعة الرباط. تابعت دراستها بالرباط ثم فرنسا فالولايات المتحدة ومنذ ثمانينات القرن الماضي أصبحت مدرسة في جامعة محمد الخامس بالرباط.
وتعد فاطمة المرنيسي كاتبة متميزة ومتفردة من خلال ابحاثها في علاقة المرأة وأثرها في المسائل والقضايا الاجتماعية الساخنة والمحورية. وقد تغلغلت في مساحات الممنوع والمحظور والمحرّم وطرحت آراء فكرية مختلفة ومغايرة اثارت جدلاً ونقاشاً حاداً وعنيفاً بين مؤيد لطروحاتها من التنويريين الجدد، ومعارض لأفكارها من جماعات التكفير وقوى التعصب الديني.
لفاطمة المرنيسي عدد من الجهود البحثية والمنجزات الكتابية والمؤلفات في حقل الفكر والبحث العلمي والتاريخي أبرزها: "الجنس، الأيديولوجيا والاسلام، الجنس كهندسة اجتماعية، السلوك الجنسي في مجتمع اسلامي رأسمالي، ما وراء الحجاب، السلطانات المنسيات، الحريم السياسي، هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟ وشهرزاد ليست مغربية أو الغرب...
تحاول فاطمة المرنيسي، في بحوثها ودراساتها، معالجة مشكلة المرأة بجدية وجرأة غير معهودة ومألوفة، وهي تقف في وجه حجاب العقل وتأتي بآراء وأفكار وتفسيرات واستنتاجات اعتماداً على مصادر تراثية كثيرة. وتشير المرنيسي الى تزايد الخطابات الفكرية حول الساعية والرامية الى تغييب الخطاب العلمي التاريخي الذي يمكن المرأة العربية والاسلامية من النهوض والتطور والظهور بصورة أفضل وأحسن.
تهتم كتاباتها بالإسلام والمرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي والتطورات الحديثة. بالموازاة مع عملها في الكتابة تقود كفاحا في اطار المجتمع المدني من أجل المساواة وحقوق النساء، حيث أسست القوافل المدنية وجمع "نساء، عائلات، أطفال". في ماي 2003 حصلت على جائزة أمير أستورياس للأدب مناصفة مع سوزان سونتاغ.