انطلقت، مساء أمس الجمعة بمدينة مراكش، أشغال الجمع العام العادي السابع والستين للتعاضدية المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "مستقبل التعاضد بين اكراهات مشروع المدونة والمساهمة في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني"، حيث تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية والجمعية التعاضدية للحماية العائلية بالأرجنتين بهدف تعزيز التعاون بين الطرفين لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بعملهما في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وتميزت الجلسة الافتتاحية بكلمة ألقاها رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، عبد المولى عبد المومني، أكد خلالها حرص التعاضدية على تطوير التعاضد وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رغم مختلف التحديات التي قد تواجهه حاليا ومستقبليا.
واعتبر عبد المومني، في كلمة خلال افتتاح أشغال الجمع العام العادي السابع والستين للتعاضدية المنظم على مدى ثلاثة أيام، أن "مستقبل التعاضد وحدود تدخله يبقى رهينا بالبنود التي سيأتي بها مشروع مدونة التعاضد والتي تعتبر أكبر تحدي وإكراه يواجه مستقبل التعاضد بالمغرب".
وأبرز في هذا السياق، أن التعاضدية العامة بصفتها منسقة لمختلف التعاضديات المغربية ساهمت في تقديم تصور يراعي تطوير المنظومة القانونية للقطاع التعاضدي التي حان الوقت لتطويرها، مع التركيز على طرق تعزيز آليات الحكامة الجيدة والمراقبة والتتبع مع الحفاظ على المكتسبات، خاصة الصحية منها.
وقال عبد المومني إنه يتعين على المنظومة القانونية الجديدة أن تسمح للقطاع التعاضدي بلعب دوره في تقوية ورفع فعالية منظومة التغطية الصحية الشاملة التي انخرطت فيها المملكة منذ إعطاء انطلاقة التغطية الصحية الإجبارية سنة 2005 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتوقف عبد المومني عند مختلف الانجازات التي حققتها التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية خلال السنوات الست الماضية والتي من بينها، على الخصوص، تطور التعويضات النقدية المقدمة للمنخرطين ما بين سنة 2008 و2014 بمعدل إجمالي يقدر ب87 في المائة وتطور معالجة ملفات المرض خلال نفس الفترة بنسبة 111 في المائة، وانتقال مجموع التعويضات (ملفات المرض، منح التقاعد، منح الوفاة) من 7 ملايير و800 مليون سنتيم إلى أزيد من 14 مليار و600 مليون سنتيم سنة 2014 ، وتسجيل 8 ملايير و300 مليون سنتيم خلال الأسدس الأول من سنة 2015، فضلا عن الرفع من نسبة استبناك المنخرطين من 18 في المائة سنة 2008 إلى 70 في المائة سنة 2015.
ودعا عبد المومني خلال هذه الجلسة التي عرفت حضور بعض أعضاء الأجهزة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للتعاضد وممثلي الاتحاد التعاضدي لأمريكا، إلى ضرورة تعزيز أواصر التعاون بين تعاضديات دول العالم الثالث والحرص على التكتل والبحث سويا عن حلول وسبل لتطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في ظل عالم محفوف بالمخاطر تطبعه الفوارق الاجتماعية بين دول الشمال والجنوب، قائلا إنه حان الوقت للبحث عن استراتيجية موحدة بين القارتين الإفريقية والأمريكية من شأنها محاربة الفقر والهشاشة.
من جهته، أبرز رئيس الاتحاد التعاضدي لأمريكا ألفريدو سيغليانو، العلاقات المتميزة التي تربط هذه المنظمة الأمريكية والاتحاد الإفريقي للتعاضد، وسعيهما إلى العمل من أجل النهوض وتطوير نظام التعاضد في العالم.
كما أشار سيغليانو إلى تنظيم المؤتمر ال105 للمكتب الدولي للشغل شهر يونيو 2016 بجنيف الذي سيعرف مشاركة حكومات ومنظمات عاملة في قطاع الشغل، والذي سيكون مناسبة لمناقشة موضوع "دور التعاضد في تحقيق السلم الاجتماعي".
إلى ذلك تم، مساء أمس الجمعة بمراكش، التوقيع على اتفاقية شراكة بين التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية والجمعية التعاضدية للحماية العائلية بالأرجنتين بهدف تعزيز التعاون بين الطرفين لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بعملهما في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وقع الاتفاقية رئيس مجلس إدارة التعاضدية العامة عبد المولى عبد المومني ورئيس مجلس إدارة الجمعية الأرجنتية ألفريدو سيكليانو، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الجمع العام العادي ال67 للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية.
وتهدف الاتفاقية إلى تبادل التجارب والخبرات وأفضل الممارسات في مجال التعاضد وبلورة شراكة رابح رابح من أجل تقديم خدمة أفضل للمنخرطين وتبادل التجارب بين الأجهزة المسيرة في جميع مجالات اشتغالهما حاليا ومستقبليا.
وبموجب هذه الاتفاقية، يقوم كل طرف بتعيين لجنة تنسيق تضع خطة عمل سنوية مبنية على اتفاقيات بين الهياكل الإدارية وتقدم اقتراحات لتنفيذها، كما يلتزم الطرفان بتوفير الموارد المالية والبشرية واللوجستيكية اللازمة لتنفيذ هذه الاتفاقية.
كما تجسد هذه الاتفاقية رغبة التعاضدية العامة والجمعية التعاضدية في توحيد جهودهما لخدمة مصالح منخرطيهما وتطوير الشراكة جنوب جنوب.
يشار إلى أن الجمع العام العادي للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية يعرف حضور عدد من وفود الدول الإفريقية ومن أمريكا اللاتينية أتوا للتعرف على التجربة المغربية في تدبير التعاضديات وطريقة تسييرها وانتخاب أعضائها والترسانة القانونية المؤطرة للقطاع التعاضدي.
ويتضمن جدول أعمال هذا الجمع العام مناقشة والمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي للسنة المالية 2014 وإجراء الانتخابات المتعلقة بتجديد ثلث أعضاء المجلس الإداري للتعاضدية العامة، وتلاوة تقريري لجنة المراقبة ومأمور حسابات التعاضدية العامة برسم سنة 2014 وانتخاب أعضاء اللجنة لسنة 2015.
كما سيتم تقديم التجربة المغربية في تدبير التعاضديات وطريقة تسييرها وانتخاب أعضائها والترسانة القانونية المؤطرة للقطاع التعاضدي لعدد من وفود الدول الإفريقية ومن أمريكا اللاتينية التي تحضر أشغال هذا الجمع العام، فضلا عن تنظيم برنامج طبي لفائدة المشاركين من أجل تعريفهم بالدور الذي يضطلع به القطاع التعاضدي في تسهيل الولوج للخدمات الصحية.