قتل خمسة عناصر تابعة لميليشيا "الباسيج" الايرانية، مساء أمس الثلاثاء، وذلك في مواجهة مع "مناهضين للثورة" في شمال غرب إيران قرب الحدود مع اقليم كردستان العراق، وفق ما أوردته فرانس بريس اليوم الاربعاء استنادا إلى وكالة الانباء الرسمية. وقال العقيد ابراهيم حسيني، القيادي في الحرس الثوري الايراني، الذي تتبع له الباسيج من كردستان ايران "مساء الثلاثاء، اندلعت مواجهات عنيفة بين مناهضين للثورة وعناصر من الباسيج وقتل خمسة من هؤلاء".
ولم يدل الغقيد، تقول ذات المصادر، بأي تفاصيل إضافية حول هذه المعارك التي جرت في منطقة كمياران على بعد حوالي 70 كلم من الحدود مع اقليم كردستان في شمال العراق.
وتشهد كردستان ايران هجمات بشكل شبه منتظم، ومثلها محافظة سيستان بلوشستان في أقصى جنوب شرق البلاد، يشنها متمردون سنة على قوات الأمن الايرانية.
وقد جرى تشكيل ميليشيا الباسيج، بأمر من الخميني، بعد أنتصار الثورة عام 1979، كقاعدة تغذية للحرس الثوري، وأناط بها مهمة أمنية وليست سياسية في الدفاع عن الثورة ومبادئها..
والباسيج كلمة فارسية تعني "التعبئة" وهي تشير إلى تعبئة المتطوعين من أنصار ثورة الخميني، للدفاع عن الثورة في وقت السلم والحرب، وملاحقة المنشقين والمعارضين للنظام في جميع الأوقات.
وهي قوات صدامية، يتسلح أفرادها بالهراوات والسلاسل، وغالبا ما يحملون الحجارة، وأحيانا السكاكين، وغيرها من الأسلحة البدائية، وتضم مئات الآلاف من العناصر، وهناك تقديرات تقول إنهم يتجاوزون الثلاثة ملايين إيراني من الرجال والنساء، غالبيتهم من المدنيين إضافة إلى عدد من الوحدات المسلحة.
يرتدي أفراد الباسيج ملابس مدنية، ليسهل تحركهم، وخلال عملياتهم يقودون الدراجات النارية في أنحاء إيران لتمكنهم من خوض قتال الشوارع بسهولة، حيث يقوم رجل بالقيادة وآخر يقوم باستخدام العصى لضرب الحشود، فهي قوات شبه عسكرية، تتدخل لقمع أي تحرك معاد للنظام في حال اندلاع توترات يقف وراءها مدنيون، وكثيراً ما اتُهموا باستخدام الوحشية المفرطة، والقسوة تجاه مخالفيهم.
والباسيج ميليشيا عقائدية تابعة للحرس الثوري ومع إندلاع الحرب مع العراق (عام 1980) أعتبر الانضمام إليها شكل من أشكال التطوع في الجيش خاصة لدى الذين أولعهم الحماس للإنخراط في هذه الحرب وما عرف ب "الدفاع المقدس" ضد الرئيس العراقي صدام حسين.
ومنذ يناير 1980 وُضعت الباسيج تحت إمرة الحرس الثوري أو (الباسدران) قوات النخبة في الجمهورية الإيرانية، فبخلاف غالبية دول العالم، تتميز إيران بأن لديها بالإضافة إلى الجيش النظامي التقليدي وقوات الأمن الداخلي (الشرطة)، تنظيما عسكريا موازيا للقوات النظامية يتمتع بدور كبير ونفوذ واسع في البلاد، وهو جيش إيدلوجي تتلخص مهمته في حماية نظام ثورة الخميني، وهو يراقب الجيش الإيراني نفسه، ويشرف أفراد منه على قطاعات واسعة من الإقتصاد،ومؤسسات السلطة، ويخضعون مباشرة لإمرة مرشد الثورة..