طالب السلفي المتطرف المثير للجدل عبد الحميد أبو النعيم، في آخر خرجة له على الانترنت، بإحداث ميليشيات تقوم بمهام "الأمر بالمعروف والنهي المُنكر" وذلك على غرار ما يقع في السعودية والسودان وعند طالبان.. وهاجم ابو النعيم، الذي سبق أن نعت عددا من الشخصيات السياسية والفكرية ب"الكفر والردة" في شريط فيديو بت على موقعه الخاص، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى مطالبا بتأسيس "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بالمغرب، لصدّ ما وصفه ب"العري" و"الردة" و"الهجوم المباشر على الدين الإسلامي".
وأضاف ابو النعيم في هذا الشريط إن "شعبان شهر العري والفجور ورمضان شهر الردة والكفر"، معتبرا أن "هجوماً مباشراً" طال الدّين الإسلامي في عدد من المواطن، خاصّة على الواجهة الإعلاميّة وبعض الندوات، حيث قال بالحرف : "هناك تزايد في الهجوم على الدين والقيم وتعطى فيها أوامر للخونة"، مضيفا بالقول "من سكت فهو مُنافق معلوم النفاق، وأقصد هنا النفاق الأكبر".
كما هاجم ابو النعيم، في حالة عود أخرى، الأستاذ سعيد لكحل ووصفه ب"الماركسي الشيوعي المتطرف" متهما إياه بالكفر والردة والحقد ..قبل أن ينتقل إلى الباحث المصري المعروف سيد القمني، الذي حضر مؤخرا ندوة نظمت بالرباط حول الدين والسّياسَة، حيث وصفه ب"القمامة" و"الفاشل" لأنه يتكلم عن "الديمقراطية والأكاذيب"، مضيفا أنه هذا الشخص عاش في "القهر" و"يحكمه المجرمون"، و"يسب الله ورسوله ودينه"..
واعتبر ابو النعيم، الذي سبق له أن أهان وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية لعلماء المغرب، أن المذكرات التي تصدر عن وزارة الاوقاف حول فحوى خطب الجمعة "لاغية ومخالفة للكتب والسنة والدساتير".
إنه صوت آخر قادم من أعماق القرون الوسطى وغياهب الجهل والظلام، يستوجب المساءلة من طرف المسؤولين عن تطبيق القانون واتخاذ المتعين من جزاءات وعقوبات في حق هذا المتطرف وكل من سولت له نفسه تقويض المسار الحقوقي والديمقراطي الذي عرفه المغرب، وحماية الحريات والحقوق المدنية التي يكفلها الدستور وتضمنها ثقافة المجتمع المبنية على احترام الخصوصيات في إطار الاختلاف، حتى لا نيتفيق غذا، ما عاذ الله، على واقع شبيه بالذي يقع في مناطق أخرى تذكرنا بماضي الهمجية وقانون الغاب..