تم اليوم الثلاثاء بمقر وزارة الخارجية الروسية تقديم كتاب حول المغرب يحمل عنوان "رحلة إلى المغرب مع أنستاس ميكويان إيفانوفيتش". ويتحدث الكتاب لمؤلفه فلاديمير تشوروف رئيس لجنة الانتخابات المركزية لروسيا الاتحادية، عن سلسلة "رحلة القرن العشرين" عن تاريخ العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين روسيا والمغرب في عهد الاتحاد السوفياتي في بداية الستينات من القرن الماضي فترة انتقال السلطة في المغرب بعد وفاة المغفور له محمد الخامس.
ويتناول الكتاب الذي يقع في 260 صفحة من الحجم المتوسط رحلة والد المؤلف الذي كان مهندسا بمعية مجموعة من خبراء الاتحاد السوفياتي جاؤوا الى المغرب (1961/1962 ) من أجل القيام بدراسة جيولوجية ومناخية لبناء الميناء التجاري والعسكري لمدينة طنجة، هذا المشروع الذي لا يوضح الكاتب الاسباب الكامنة وراء التخلي عنه في تلك الفترة ،لكن في الوقت ذاته يصف فرحة الخبراء الروس الذين قدموا من الاتحاد السوفياتي للعمل في شمال افريقيا .
ويضيف الكاتب أن الخبراء الروس قاموا في تلك الفترة برحلة شملت مدن طنجة والرباط والدارالبيضاء و مراكش اطلعوا خلالها على حياة المجتمع المغربي وتعرفوا على العديد من الشخصيات والاماكن و الفضاءات حيث تم تدوين كل ذلك في مذكرات والد المؤلف . ويتضمن الكتاب مجموعة من المواضيع المختلفة حيث ينتقل المؤلف عبر الزمان والمكان من خلال مجموعة من الصور الفتوغرافية و اليوميات والرسائل و المذكرات الشخصية والملاحظات الخاصة بالسفر الى جانب العديد من الوثائق السرية التي تنشر لاول مرة كتسجيلات محادثات رئيس الاتحاد السوفياتي السابق ليونيد بريجنيف وأنستاس ميكويان المكلف بالصناعة السوفياتية مع المغفور له الحسن الثاني لدى زيارته الى موسكو وزيارة بريجنيف الى المملكة المغربية ،وتفاصيل عن السيرة الذاتية لعدد من الدبلوماسيين في عهد الاتحاد السوفياتي.
واستغرق المؤلف في انجاز هذه الوثيقة ثلاث سنوات ،حيث قام بزيارة للمغرب وتوقف في نفس المحطات التي زارها والده من ضمنها الفنادق الذي أقام فيها إذ لمس التغيرات الكبيرة التي حصلت في المملكة منذ تلك الفترة الى اليوم. ويعطي الكتاب صورة عن المغرب في بداية الستينات والمناخ السياسي الذي كان سائدا في تلك الفترة معززا ذلك بمجموعة من المقالات الصحفية التي كانت تصدر آنذاك.
كما يشير الى التحولات التي شهدتها المملكة إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي خلال الخمسين سنة الأخيرة . ويحتوي الكتاب على أكثر من 400 من الرسوم التوضيحية كصور زيارة المغفور له الملك الحسن الثاني للاتحاد السوفياتي وليونيد برجنيف للمغرب والمدن التي زارها الكاتب والطوابع البريدية المغربية والسوفياتية والعملة المغربية وخرائط وأوسمة .