أكد وزير السياحة الإيفواري السيد روجي كاكو، أن زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للكوت ديفوار، تعد تفعيلا للرؤية الملكية لتعاون جنوب- جنوب ناجح ومربح لكلا الطرفين. وأوضح السيد كاكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحديث عن التعاون جنوب- جنوب يعود إلى عقود مضت، بينما لم يتم في المقابل إنجاز أشياء ملموسة، مشيرا إلى أن "المغرب يقوم بالتفعيل الحقيقي لهذه الفلسفة، التي تشكل مقاربة متميزة تروم تحفيز المبادلات بين بلدان الجنوب قبل اللجوء إلى دول الشمال".
وقال إن "تفعيل هذه الرؤية أمر هام للغاية، اعتبارا لما بوسع المغرب تقديمه لبلدان القارة، لاسيما الكوت ديفوار"، مؤكدا أن هذه الزيارة الملكية، التي تدخل في إطار جولة تقود جلالته إلى عدد من البلدان الإفريقية الأخرى، كفيلة بتعزيز علاقات التعاون الجيدة التي تجمع أبيدجان بالرباط.
وأضاف أن الكوت ديفوار تتطلع، من خلال تعزيز علاقاتها الاقتصادية ومبادلاتها التجارية مع المملكة، إلى مضاعفة صادراتها نحو المغرب، مع الاستفادة من التجربة والخبرة التي راكمتها "المملكة الشريفة" في شتى المجالات.
في نفس السياق، سلط السيد كاكو الضوء على تميز وعمق العلاقات القائمة بين المغرب وجمهورية الكوت ديفوار، مذكرا بأن هذه الروابط الأخوية تعود إلى عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني والرئيس الراحل فليكس هوفوييت بوانيي، تغمدهما الله برحمته الواسعة، والتي تمت صيانتها وتعزيزها بشكل أكبر من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن وتارا.
وأوضح الوزير أن "البلدين تجمعهما اليوم علاقات أخوية مميزة تمتد إلى التعاون الاقتصادي والتجاري، كما يشهد على ذلك التزام المملكة المغربية التي استثمرت كثيرا بالكوت ديفوار في مختلف المجالات، من قبيل البنيات التحتية، وقطاعي الأبناك والتأمينات، والبناء والأشغال العمومية، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال".
وفي معرض حديثه عن التعاون بين البلدين في المجال السياحي، أشاد الوزير بقرب إطلاق أشغال تهيئة بحيرة كوكودي من طرف مقاولة مغربية أثبتت كفاءتها وخبرتها الكبيرة في مجال اختصاصها.
وعبر السيد كاكو، في هذا السياق، عن عميق امتنانه وجزيل شكره للمملكة المغربية، التي وفرت نحو 150 منحة مخصصة للطلبة الإيفواريين الذين يتلقون تكوينات بالمغرب في قطاعي السياحة والفندقة.
وأضاف "إننا نتطلع إلى الاستفادة من خبرة وتجربة المملكة المغربية في القطاع السياحي"، مذكرا بأن المغرب يعد من بين أكبر البلدان السياحية على مستوى القارة الإفريقية، حيث يصنف ضمن الوجهات السياحية ال 20 الأولى عالميا، بتسجيل نحو 11 مليون سائح خلال سنة 2014، قائلا في هذا الصدد إن "هناك الكثير أمام الكوت ديفوار لتتعلمه من المغرب".
وبخصوص الشراكة السياسية بين المغرب والكوت ديفوار، نوه الوزير بتقاطع وجهات نظر البلدين حول الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي تهم بالخصوص، السلم واستقرار ورفاهية ساكنة القارة.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن جميع القضايا، لاسيما تلك المتعلقة بمحاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والأطفال، وتبييض الأموال تشكل "تحديات مشتركة أمام البلدين".
وخلص السيد كاكو بالقول "أعتقد أن هذا المعطى ينسجم، تمام الانسجام، مع علاقات الأخوة والصداقة القائمة منذ زمن بعيد بين البلدين".