في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أكد فخامة الحسن درامان وتارا، أن الكوت ديفوار والمغرب عازمان على تعزيز علاقات الصداقة والأخوة والثقة التي تجمع بينهما، واستمرار الوفاء لرؤية المغفور له الحسن الثاني والرئيس الراحل فيليكس هوفوييت بوانيي. من جهة أخرى، أوضح وتارا أن دخول أسواق بلدان جنوب الصحراء يمر عبر الكوت ديفوار، داعيا "المقاولات المغربية، كشركاء ذوي مصداقية، جادين ونموذجيين، من خلال ما تتحلى به من أخلاقيات، إلى الاستقرار في الكوت ديفوار، البلد الذي تتوفر فيه جميع ظروف الاستثمار (الأمن، إطار قانوني محفز، بنيات تحتية، مناخ سياسي مستقر ...) وبهذه المناسبة، دعا الرئيس وتارا المقاولين الإيفواريين إلى تطوير شراكات رابح- رابح مع نظرائهم المغاربة. وفي كلمة خلال هذا الحفل، أكد رئيس الكونفدرالية العامة لمقاولات الكوت ديفوار، جون كاكو دياغو، أن الدعوة التي وجهها جلالة الملك خلال زيارة جلالته الأخيرة للكوت ديفوار "تم استيعابها وتحثنا اليوم على الاستلهام منها". ودعا دياغو إلى تعزيز الربط البحري والجوي بين البلدين، مجددا التزام أرباب العمل الإيفواريين بإضفاء الدينامية على مجلس الأعمال المغربي- الإيفواري، باعتباره الأداة الفضلى لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين. من جهتها، أوضحت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، أن المغرب والكوت ديفوار، اللذان يشكلان نموذجا لمجموع بلدان القارة، عازمان على تحقيق نمو مشترك بين القطبين الاقتصاديين الرئيسيين، الدارالبيضاء وأبيدجان، وذلك من خلال الاندماج المالي والترابط. وأوضحت بنصالح شقرون، التي أبرزت أهمية هذا اللقاء، أن المغرب والكوت ديفوار، البلدان اللذان يشكلان اليوم قطبين إقليميين، يرغبان في إعطاء معنى حقيقي للتعاون جنوب- جنوب، بما يضمن مستقبلا أفضل للقارة الإفريقية. كما تميز هذا الحفل بالتوقيع على 23 اتفاقية شراكة بين القطاعين العام والخاص، وبين القطاعين الخاصين في البلدين، وعلى البيان المشترك للزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الإيفواري للمملكة المغربية. و تعكس هذه الاتفاقيات التي تهم مجالات مختلفة، عزم قائدي البلدين الشقيقين على إعطاء دفعة قوية للشراكة الثنائية، في أفق جعلها نموذجا للتعاون جنوب- جنوب. وشكل هذا المنتدى الاقتصادي متعدد القطاعات، المنظم من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بشراكة مع الكونفدرالية العامة لمقاولات الكوت ديفوار ومركز إنعاش الاستثمارات بالكوت ديفوار، مناسبة لتفعيل النقاشات التي انطلقت خلال المنتدى الأول المغربي- الإيفواري، المنعقد بمناسبة الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للكوت ديفوار في فبراير 2014، والتي عرفت مشاركة فاعلين اقتصاديين ومسؤولين حكوميين من كلا البلدين. كما شكل مناسبة لاستعراض الخبرة المغربية في كامل تنوعها، وفرص الأعمال والشراكة بين المقاولات المغربية والإيفوارية، إلى جانب الإمكانيات التي تتيحها السوق المغربية. وقد حضر أزيد من 800 فاعل مغربي وإيفواري هذه التظاهرة الكبرى، التي أتاحت لهم إمكانية التداول حول التنمية المشتركة، والاندماج الاقتصادي والمالي عبر القطبين الماليين للدار البيضاء وأبيدجان، وفرص الاستثمار بالمغرب، والمقومات الأساسية والتوجهات الجوهرية للاقتصاد الإيفواري، وعناصر التكامل القابلة للتطوير بين الاقتصادين المغربي والإيفواري. كما شكل المنتدى مناسبة تمكن المشاركون خلالها من اكتشاف بعض الخبرات الناجحة لمستثمرين مغاربة يعملون بالكوت ديفوار، وكذا المشاريع الاستثمارية المزمع إنجازها من طرف المغرب والكوت ديفوار خلال السنوات الخمس المقبلة. حضر حفل اختتام المنتدى، رئيس الحكومة، ومستشارو صاحب الجلالة، وعدد من أعضاء الحكومة، وممثلو هيئات أرباب العمل المغاربة والإيفواريين، إلى جانب أعضاء الوفد الرسمي المرافق لرئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن درامان وتارا.