أصبح سكان مقاطعة عين الشق في مدينة الدارالبيضاء يعيشون تحت ظلال السيوف، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يتم فيه تسجيل حالات سرقة تحت السلاح الأبيض واعتراض سبيل المارة أو الهجوم بشكل جماعي على الإقامات السكنية وإلحاق خسائر مادية بأملاك الغير. وعاش سكان عين الشق نهاية أسبوع عصيبة، إذ اقدم مساء السبت شخص من ذوي السوابق العدلية يدعى "ولد الشيخة" على استفزاز سكان إقامة "الكتبية"، التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية عين الشق، ليطارده قرابة خمسون شخصا وتبدأ حرب أهلية أسفرت عن إلحاق خسائر مادية بسيارات الغير، منها سيارات تابعة للدولة، وإصابة المعني بالأمر بجرح على مستوى اليد.
وخلفت الاعتداءات الإجرامية، التي اقترفها عشرات الجناة، ممن زرعوا الرعب والهلع بأحياء عين الشق، في ظرف خمسة ساعات، خسائر كبيرة في ممتلكات مؤسسات عمومية وتكسير الواجهات الزجاجية للسيارات وحافلات النقل الحضري بالشارع العام وإصابات بليغة في صفوف العاملين بمستشفى محمد السقاط وساكنة منطقة عين الشق.
وصباح أمس الأحد، استيقظ سكان حي ياسمينة 2 على جثة رجل وجدت مرمية في زقاق خلفي بعدما حاول القفز من سطح منزل والدته إلى سطح الجيران عندما قرع عناصر دائرة الأسرة منزلها في وقت مبكر من الصباح لاعتقال ابنها المبحوث عنه من أجل إهمال الأسرة.
ولم تكن مقاطعة عين الشق، التي كانت تابعة سابقا إلى المنطقة الأمنية الحي الحسني "الدار الحمراء"، تشهد مثل هذا الانفلات الأمني بعد أن فتحت الإدارة العامة للأمن الوطني منطقة أمنية جديدة بشارع القدس أملا في تقريب الإدارة من المواطنين وحماية المواطنين وممتلكاتم. وفيما تكتفي مصالح الأمن بوضع عناصرها في الشوارع الرئيسية لاقتناص مخالفات السير فإن عناصر "الصقور" والشرطة القضائية لا يتجولون في أزقة أصبحت مرتعا للإنحراف وتخصيب الجريمة.
ففي عمارات عين الشق القديم المتاخمة لشارع 2 مارس يفد غرباء على الحي ليلا ليشرعوا في استهلاك المخدرات بكل انواعها والتحدث فيما بينهم بكلمات نابية غير آبهين بسكان العمارات المغلوبين على أمرهم.
ويعيش سكان أحياء درب الخير، والإنارة، وياسمينة، والأسرة، والشباب، حالة انفلات أمني جراء انعدام التغظية الأمنية داخل الأحياء السكنية واكتفاء رجال الأمن بالتواجد في الشوارع الرئيسية والمدارات الطرقية، وهكذا تحولت الأزقة الخلفية القريبة من دائرة حي الأسرة إلى ملجأ للمقامرين ليلا، ممن يتخدون من حديقة عمومية مكانا آمنا لممارسة هوايتهم اليومية المفضلة : القمار وتبادل الكلمات النابية.